حلاوة المحيا... هل ما زالت في متناول السوريين؟؟
وما هو سبب ارتباطها بشهر شعبان؟
كما لرمضان ميزات خاصة تتمثل بتنوع مأكولاته وخصوصية الأطعمة والحلويات التي تقدم به، كذلك لشهر شعبان حلوياته المميزة التي تقدم خلاله "حلويات شعبانية" فلشهر شعبان فى حماة أهمية خاصة وله عادات تميزه عن غيره من الشهور ومازالت الأغلبية تحتفظ بتلك العادات رغم كثرة الإنشغالات وتغير رتم وترتيبات وارتفاع تكاليف الحياة.
فمع بداية شهر شعبان الذي يسبق رمضان المبارك تبدأ محلات الحلويات بتصنيع حلاوة "المحيا" التى يتناولها الحمويون وزوارهم ويتهادونها فيما بينهم خصوصا فى ليلة النصف من شعبان باعتبارها ليلة مباركة.
كما “إن حلاوة المحيا تكاد لا تعرف إلا فى مدينة حماة ولا تغيب فى ليلة النصف من شعبان عن أى بيت فى المدينة كما يتم تبادل أطباق شهية من هذه الحلوى بين الأهل والجيران ليتشارك الجميع فرحتهم بهذه المناسبة المباركة”.
"حلاوة المحيا" التي هي حلوى موسمية تراثية تعتبر من أهم أنواع الحلويات المحلية التراثية وهي إحدى الأنواع التي تنفرد بها محافظة "حماة" وريفها عن غيرها من باقي المحافظات والمدن السورية، فترى المحلات مليئة بشكل لافت بهذا النوع من الحلوى نظرا لاقبال الناس الشديد على شرائها.
مما تتكون "حلاوة المحيا" وكيف تطورت صناعتها؟
مقارنة بغيرها من الحلويات التي أصبح الحصول عليها نتيجة لارتفاع أسعارها بشكل كبير فأصبحت خارج قوائم طعام معظم السوريين، أما حلوى المحيا فلا تزال إلى حد ما في متناول عدد لا بأس به من الناس نظرا لكون المواد التي تدخل في وصفتها عبارة عن مواد بسيطة وغير معقدة.
وعن تفاصيل الوصفة قال السيد"عبد الرزاق كربجها" وهو صاحب إحدى محلات الحلويات ((هي عبارة عن سميد، وسكر وبعض الملونات، مضاف إليه ماء الزهر، وماء الورد، ومع الأيام بدأت الناس تدخل بعض التعديلات على هذه الحلوى حيث أصبحت غريبة محشية، هي نفس الغريبة التي نعرفها ولكن محشوة بحلاوة المحيا ثم أصبحوا يوزعون معها البشمينة مع العلم أن البشمينة "حمصية"، وهي دخيلة على "حماة")).
أما عن ارتباطها بشهر شعبان فتعددت الروايات حول هذا الموضوع ولكن في مجملها روايات متقاربة.
"عبد الرزاق كربجها" صاحب محل الحلويات يقول: "يحكى أن ملك كان يحكم حماه مرض مرضا" شديدا" حيث نذر نذرا" إذا تم شفاؤه سيقوم بتحلية أهالي "حماة" جميعهم، من الله على الملك بالشفاء، وفكر ماهو نوع الحلوى الكافي لهذا العدد من الناس، وبتكلفة بسيطة، ليقوم حلواني بطبخ هذه الحلوى البسيطة".
أما الرواية الأخرى تقول: "إن ملك الأيوبيين "المظفر محمود" صاحب فكرة الاحتفال بليلة النصف من شعبان، حيث طلب صناعة حلوى لا يعرفها أحد، وتوزع على الفقراء، ولما عرضت عليه الأصناف وقع اختياره على حلاوة "المحيا" فأمر بصناعتها كل عام، وتوزيعها حيث عرف "المظفر محمود" أنه كان يسعى دائما" لتقوية العلاقات الاجتماعية، هذا ما أكدته مقالة الأديب الحموي " رياض محناية" التي نشرتها صفحة مؤرخ حماة "وليد قنبازة".
قيمتها تكمن بأنها أصبحت عنوان للتزاور في شهر شعبان حيث الأب يقوم بإهدائها لبناته، والأخ لإخوته كنوع من المسامحة، والصفح حتى في حال وجود خلافات بين أشخاص يقوم بحمل صينية النصف من شعبان للصلح، ومنذ فترة أصبحت تؤخذ كهدايا للإمارات، والسعودية وغيرها من الدول.
لشهر شعبان فى حماة عادات تميزه عن غيره من الشهور ومازال محتفظا بها رغم انشغال الناس بالأمور الحياتية اليومية فمع بداية هذا الشهر الذى يسبق رمضان المبارك تبدأ محلات الحلويات بتصنيع حلاوة المحيا التى يتناولها الحمويون ويتهادونها خصوصا فى ليلة النصف من شعبان باعتبارها ليلة مباركة.
Syr360 - غادة الحازم
إضافة تعليق