اكتشاف جدران كاتدرائية قديمة في حلب بعد زلزالها
كشف الزلزال المدمر الذي ضرب سورية في شباط 2023 برز المبنى القديم لإحدى الكاتدرائيات القديمة في مدينة حلب.
ظهرت حجارة كاتدرائية مار إفرام للسريان الأرثوذكس التي تتوسط حي السليمانية في مدينة حلب بعد التصدعات التي أصابتها جراء الزلزال المدمر في شباط من العام الماضي، وبدأت عمليات استعادتها وإظهارها كما كانت عليه حين بنيت للمرة الأولى.
المطران بطرس قسيس، مطران أبرشية حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس، قال في حديث لـ "سبوتنيك": "تضرر هذا الموقع الديني المقدس خلال الحرب، إلا أن الضرر الأكبر جاء مع الزلزال الذي ضرب مدينة حلب".
وبين أن الزلزال ألحق أضراراً جسيمة في مبنى الكاتدرائية، بما في ذلك تشققات كبيرة أصابت جدران واجهتها الرئيسية، مع تخلخل الكثير من الحجارة التي بنيت بها، وفقدان بعض القطع الحجرية من سقفها.
وأوضح المطران قسيس: "حين بدأنا عمليات إعادة تأهيل مبنى الكنيسة، ظهرت معنا الحجارة القديمة التي بنيت فيها، فقررنا العمل على إظهارها وإعادتها إلى ما كانت عليه حين بنيت بحجارتها الأولى".
وبدأت عمليات استعادة المبنى القديم للكاتدرائية، خلال شهر حزيران، ومن المتوقع أن تنتهي عمليات الترميم، خلال شهر أبريل/نيسان المقبل، تمهيدا لافتتاحها وعودة الصلوات فيها.
وتوقع المطران قسيس أن "تقام صلاة عيد القيامة في 5 أيار القادم ضمن الكنيسة المرممة الجديدة تماما كما أقيمت لأول مرة في عام 1924 ميلادي، متمنيا السلام لكل دول العالم، ولسورية على وجه الخصوص".
بدوره، أوضح المهندس فتحي حايك، المسؤول عن ترميم الكاتدرائية، أن جدران الكنيسة كانت عبارة عن حجارة (تلبيس) تخفي خلفها الحجارة الأصلية التي بنيت فيها الكنيسة لأول مرة.
وأضاف حايك: "بعد وقوع الزلزال، بدأنا بعمليات معالجة الأضرار التي لحقت بالكاتدرائية وإزالة الحجارة المدمرة وتدعيمها بأخرى جديدة خوفا على حياة المصلين في الكنيسة، ومع بدء الترميم، ظهرت أمامنا الجدران الأساسية للبناء بحجارتها الأصلية المبينية وفق المعمار الحلبي القديم"، وبعد إزالة الجدران القديمة، ظهرت لمسات الفن المعماري للحجارة الحلبية البيضاء، بما ينسجم مع روح الفن المعماري التاريخي للمدينة.
وبين المهندس حايك: "حين ظهرت لنا ملامح الكاتدرائية القديمة، تم اتخاذ القرار بإعادة جدرانها الأصلية حين بنيت للمرة الأولى، مع تحديث أنظمة الخدمة في الكنيسة بما يواكب العصر، دون الإخلال بمعايير الترميم في الأبنية الأثرية".
وختم حايك: "أما الأضرار الإنشائية الجوهرية الناجمة عن الزلزال، فقد تم تلافيها عبر عمليات تدعيم مناسبة بما لا يسيء إلى الروح المعمارية للكاتدرائية".
الفنانة التشكيلية فاديا خليل فضول، المتخصصة في الفنون الدينية المقدسة منذ 30 عام، حضرت من لبنان للمساهمة في ترميم أيقونات كاتدرائية السليمانية من الأضرار التي خلفها الزمن والزلزال، حيث تقول: "لا نقوم بأي تعديل في الأيقونات، بل مجرد تظهير للألوان بما يعيدها إلى سابق عهدها"، مضيفة لـ "سبوتنيك": "كان التأثير الأكبر للزلزال في الواجهة الرئيسية التي أصابها شق كبير تم ترميمه، إلا ان الأضرار التي لحقت بالإيقونات، ترجع إلى عوامل الزمن بمعظمها".
بدورها، تؤكد الفنانة التشكيلة لوسي جورج محفوظ بأن العمل يتم لاستعادة ألق الأيقونات والرسومات الجدارية في الكاتدرائية.
وأوضحت الفنانة محفوظ بأن العمل يتسم بالدقة نظرا لأن الأيقونة السورية (السريانية) لها خصوصية، مشيرةً إلى أن (الأب عبدو) كان قد رسمها قديما مقتبسا إياها من المنمنمات السريانية.
وبيّنت محفوظ أن أيقونات الكاتدرائية تتسم بالبساطة الشديدة، وترتكز إلى ثقافتنا المحلية في سورية، بما في ذلك النصوص المكتوبة.
المصدر: سبوتنيك
إضافة تعليق