تبدّل في الموقف الألماني.. وهوكشتاين يفتش عن الحلول!.
يحمل المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الذي يبدأ جولته اليوم على المسؤولين اللبنانيين، في جعبته سلسلة إقتراحات حول آليات تطبيق القرار 1701، خصوصا أنه يمتلك تفويضا من الرئيس جو بايدن لإجراء محادثات مع حكومة الكيان الغاصب، ومع الحكومة اللبنانية للوصول الى الحلول المرجوة ضمن هذا القرار بما يعيد الأمن والاستقرار الى الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية.
الكاتب: غسان ريفي
لا شك في أن العقبة الأولى التي واجهت هوكشتاين هي السلبية المطلقة التي تعاطى بها وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت لجهة رفض إسرائيل التجاوب مع أي مقترح، ما دفع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الى زيارة تل أبيب للتخفيف من هذه السلبية والتأكيد لحكومة نتنياهو أن الموقف العالمي قد تغير تجاه إسرائيل وأنه لا بد من وقف إطلاق النار وإعتماد الوسائل الدبلوماسية لا سيما بما يخص لبنان وتطبيق القرار 1701.
وما قاله بلينكن في تل أبيب، أكدته وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بايربوك في بيروت، حيث تشير المعلومات الى أنها أكدت للمسؤولين اللبنانيين أن ثمة تبدّل في الموقف الألماني تجاه ما يجري في غزة، لجهة وجوب وقف إطلاق النار لأن الوضع الإنساني لم يعد يحتمل، ووجوب التفكير باليوم التالي لوقف الحرب بما في ذلك سحب سلاح حركة حماس، لافتة الانتباه الى أنها إلتقت خلال وجودها في تل أبيب أهالي الأسرى وعدد كبير من النازحين الاسرائيليين من منطقة الشمال، ووجدت أن الجو العام لديهم قد تبدل بإتجاه ضرورة وقف الحرب لإطلاق سراح الأسرى والعودة الى المستوطنات والعيش بأمان.
وتضيف المعلومات الى أنه خلال لقاء بايربوك الرئيس نجيب ميقاتي في السراي الحكومي أمس، أكدت “دعم بلادها لتنفيذ القرار 1701″، مشددة على “ضرورة تراجع الحزب الى ما بعد شمال الليطاني”، وقد أبلغها ميقاتي بأن “إسرائيل منذ صدور القرار 1701 والعمل به، أقدمت على خرقه بشكل رسمي نحو 35 ألف مرة برا وبحرا وجوا”، مكررا التأكيد بأن “لبنان ملتزم بالقرارات الدولية، وعلى إسرائيل أن تحترم هذه القرارات وخصوصا القرار 1701 والإنسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة والعودة الى إتفاق الهدنة”.
بات واضحا وبحسب تصريحات رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو أن لإسرائيل أولويتين، هما إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، وإعادة نحو 150 ألف مستوطن الى المستوطنات التي تم إخلاؤها في الشمال خوفا من ضربات المقاومة الاسلامية في لبنان.
وتدرك أميركا وحلفائها ممن يدعمون الكيان الغاصب أن حديث وزير الدفاع يوآف غالانت عن أن إسرائيل قادرة على إعادة حزب الله الى ما بعد شمال الليطاني بالقوة وبالحرب، هو للإستهلاك ولإظهار “العنتريات” التي لا تسمن ولا تغني في الوقت الراهن لا سيما بعد الفشل الاسرائيلي الذريع في غزة، خصوصا أن الحرب في حال نشبت مع لبنان فإنها ستؤدي الى تدمير هذه المستوطنات بالكامل ولن يكون هناك أي عودة للمستوطنين إليها، لذلك فإن بلينكن شدد من تل أبيب على ضرورة إعتماد الوسائل الدبلوماسية.
وينتظر لبنان ما سيقدمه آموس هوكشتاين من طروحات وإقتراحات خلال زيارته، لكن ذلك لن يبدل من الموقف الوطني المبدئي وهو أن لا نقاش في القرار 1701 قبل وقف الحرب على غزة، كما على إسرائيل أن تبدي نيتها في تطبيقه وترجمة ذلك بالموافقة على النقاط السبعة المتنازع عليها من النقاط الـ13 وبالتالي الإنسحاب من الأراضي اللبنانية الى خط إتفاق الهدنة، وهذا ما أكده الرئيس نجيب ميقاتي “بأننا نعمل على حل دبلوماسي للوضع في الجنوب وربما سيكون مرتبطا بوقف العدوان على غزة”، مشددا على أن “لبنان ملتزم بقرارات الشرعية الدولية وخصوصا القرار1701″، علما أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كان فتح في خطابه الأخير باب التفاوض حول القرار، معتبرا “أننا أمام فرصة تاريخية للتحرير الكامل ومنع خرق
كل ذلك، يعني أن جبهة الجنوب التي فتحتها المقاومة دعما لفلسطين في الثامن من أوكتوبر قد تؤدي بعد 96 يوما الى وقف العدوان على غزة، والى إستعادة الأراضي اللبنانية المحتلة، وإنهاء الخروقات الاسرائيلية اليومية.
إضافة تعليق