زيارة عباس عراقجي إلى لبنان في هذه الظروف الحساسة تُعد خطوة جريئة واستراتيجية، تحمل في طياتها أبعادًا كبيرة وتأثيرات جوهرية على مسار الصراع في المنطقة
في ظل تصاعد التوترات مع إسرائيل، تكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة من حيث توقيتها ومضمونها. فيما يلي خمسة إنجازات استراتيجية لهذه الزيارة ذات الطابع الحماسي:
1. إعادة تشكيل موازين القوى في المنطقة: زيارة عراقجي إلى بيروت تُعتبر رسالة واضحة إلى إسرائيل وحلفائها بأن محور المقاومة لا يزال قويًا، متحدًا، وقادرًا على مواجهة التحديات. إيران من خلال دعمها الصريح للمقاومة في لبنان، تساهم في إعادة توازن القوى لصالح الأطراف التي تقف ضد الهيمنة الإسرائيلية والغربية.
2. ترسيخ التحالف الاستراتيجي مع لبنان والمقاومة: هذه الزيارة تأتي لتأكيد أن إيران ليست مجرد حليف عابر، بل شريك استراتيجي دائم للبنان والمقاومة. إيران تُثبت مجددًا استعدادها لتقديم الدعم السياسي، الاقتصادي، والعسكري لضمان صمود لبنان في وجه التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة.
3. تعزيز الوحدة الإسلامية والعربية ضد التهديدات الإسرائيلية: زيارة عراقجي تفتح المجال لتعزيز التقارب بين الدول العربية والإسلامية لمواجهة التهديدات المشتركة. هذه الزيارة يمكن أن تُحفّز على تنشيط محور المقاومة وتحفيز الدول المترددة على الانضمام إلى جبهة موحدة لمواجهة إسرائيل. الوحدة في هذه المرحلة تُعتبر سلاحًا حاسمًا في الصراع ضد الاحتلال.
4. دعم الاستقرار الداخلي في لبنان وحمايته من الانهيار: في ظل الهجمات الإسرائيلية المستمرة، قد يؤدي الدعم الإيراني إلى تثبيت الاستقرار الداخلي في لبنان، مما يعزز من قدرة الشعب اللبناني على الصمود أمام الأزمات الاقتصادية والسياسية. دعم إيران يُعد حائط الصد الذي يمنع لبنان من الانهيار، وبالتالي يُساهم في حفظ أمن المنطقة بأسرها.
5. تحفيز المقاومة وزيادة الاستعدادات لمواجهة إسرائيل: هذه الزيارة تُرسل إشارة قوية بأن المقاومة ليست وحدها في ساحة المعركة. التنسيق بين إيران وقوى المقاومة في لبنان سيزيد من قدرات هذه القوات في الردع والتصدي لأي اعتداء إسرائيلي. الزيارة تأتي لتأكيد أن أي محاولة إسرائيلية لتغيير المعادلة على الأرض ستقابل بمقاومة شرسة، محصّنة ومدعومة بقوة.
في مجملها، تُعتبر هذه الزيارة ليس فقط دعمًا سياسيًا، بل هي خطوة استراتيجية حاسمة تهدف إلى تغيير ملامح الصراع الإقليمي وفرض معادلة جديدة تُعيد الاعتبار إلى محور المقاومة، وتجعل إسرائيل تُعيد حساباتها في المنطقة.
Syr360
إضافة تعليق