نقص اليد العاملة الشابة يهدد المنشآت الصناعية بحلب...وبرنامج التدريب العملي الصيفي يؤهل ٥ آلاف طالب لرفد سوق العمل
الشهابي: نعمل على تنمية المبادرات الشخصية لتأسيس مشاريع خاصة
خاص ||رحاب الإبراهيم_syr360 بعد هجرة صناعيين كثر مع خبراتهم المتراكمة، وشباب بعمر الورود إلى مختلف دول العالم بحثاً عن مستقبل أفضل، أصبحت أزمة نقص اليد العاملة الشابة تحديداً تهدد الصناعة في مدينة حلب، فأغلب المنشآت الصناعية عمالها أما من كبار السن أو الإناث أو حتى الأطفال من عمر ١٥ وما فوق يتدربون على تعلم مهنة معينة وخاصة في أوقات الصيف، لكن سرعان ما يغادرون هذه المنشآت عند العودة إلى مدارسهم أو بلوغهم سن معين يدفعهم للهجرة أو البحث عن فرصة عمل أفضل.
تعويض النقص....
أزمة نقص اليد العاملة تنبهت له غرفة صناعة حلب، التي تعد الأكثر إدراكا لخطورة هذه المشكلة على الواقع الصناعي، فأطلقت منذ تحرير مدينة حلب من الإرهاب برنامج التدريب العلمي الصيفي بغية تدريب طلاب جامعة حلب على العمل في المنشآت الصناعية وربط العلوم النظرية بالخبرات العملية، بحيث يتمكن الطلبة عند التخرج من الجامعة من إيجاد فرصة عمل مناسبة أو تأسيس مشاريع صغيرة خاصة بهم، وبالوقت ذاته تعويض جزء من النقص الحاصل في الأيدي العاملة الشابة والاستفادة من قدرات الشباب وطاقاتهم في زيادة المردودية الإنتاجية وتحسين العمل في المنشآت الصناعية.
الأول من نوعه...
"سورية 360" التقت عدد من الطلبة الشباب المشاركين في برنامج التدريب العملي الصيفي للحديث عن تجربتهم والفائدة المتحققة من الالتحاق بهذا البرنامج النوعي، الذي يعد الأول من نوعه على صعيد المحافظات السورية والتعاون مع الجامعات، حيث ينظم بالتعاون بين غرفة صناعة حلب وجامعة حلب من باب ربط العلوم النظرية بميدان العمل وخبراته، وهنا تقول المهندسة المتخرجة حديثاً من كلية الهندسة "تقنيات تكنولوجيا غذائية" راما شمعون: استفدت كثيراً من برنامج التدريب العملي الصيفي من خلال تطبيق العلوم النظرية على أرض الواقع في المنشآت الصناعية، وبناء عليه اكتسبت خبرة جيدة في مجالي تتيح لي فرصة تأسيس مشروع صغير يمكنني من تأسيس مستقبلي بدل الاعتماد على وظيفة ذات راتب محدود.
توافقها الرأي الطالبة زينة عفش، التي كرمت نتيجة التزامها الكامل في برنامج التدريب وتقديمها مبادرات بينت تميزها ورغبتها في تحسين مهاراتها ومستواها العملي فتقول: أطمح إلى انشاء مشروع خاص، و برنامج التدريب العملي الصيفي قدم لي معلومات وخبرات كثيرة تساعدني على تحقيق هذه الغاية بعد معايشة هذه المراحل على أرض الواقع في المنشآت التي زرناها خلال فترة التدريب.
انتاج حلول....
يشاطرهما الرأي الخريج أديب نجم، الذي حصد أيضا شهادة تدريب عملي تظهر تميزه والتزامه، تساعده في إيجاد الوظيفة المناسبة أو الانطلاق نحو تأسيس مشروعه الخاص، فيقول: "الفائدة من برنامج التدريب العملي الصيفي كانت كبيرة، حيث اكسبني مهارات جديدة وخبرة عملية"، مشيراً إلى إمكانية تأسيس فريق استشاري بالتعاون مع القائمين على البرنامج وبعض الطلبة بحيث يكونوا قادرين على إيجاد حلول للمشاكل التي تواجه المنشآت الصناعية والشركات التجارية.
مشاريع خاصة...
وفي حديث خاص ل "سورية 360" تواصلنا مع رئيس غرفة صناعة حلب المهندس "فارس الشهابي" للحديث عن برنامج التدريب العملي الصيفي، الذي اختتم باستفادة ١٤٠٠ طالب وطالبة من البرنامج لعام ٢٠٢٣-٢٠٢٤، حيث أكد أن هدف برنامج التدريب العملي الصيفي، الذي انطلق منذ 2017 حينما تحررت مدينة حلب من الإرهاب، ليس اكتساب الطلبة المشاركين مهارات عملية، ولكن أيضاً تنمية روح المبادرة الشخصية لتأسيس مشاريعهم الخاصة بدل التفكير في إيجاد وظيفة براتب محدود.
خطة للتوسع...
أكد الشهابي وجود خطة لتوسيع البرنامج التدريب الصيفي العملي، فاليوم نحن في المرحلة الحالية الأولى من البرنامج ، لكن يوجد مراحل لاحقة يعمل عليها مع الشركاء في جامعة حلب، إذا يعمل على تأسيس فريق بالتعاون مع وزارة التعليم العالي، يكون قادر على التعرف على المشاكل التي تواجه المعامل والمساهمة في إيجاد حلول لها، وهذه نقطة على غاية من الأهمية، حيث يفترض تطوير أدواتنا والاستفادة من طاقات الشباب وخاصة في ظل الثورة التكنولوجيا "عصر الذكاء الصناعي"، الذي يبدع الشباب فيه في هذه الأيام.
فائدة مشتركة...
شكر الشهابي أصحاب المعامل، الذين استقبلوا الطلبة منذ انطلاقة برنامج التدريب مع أن كثر منهم كانوا يرممون معاملهم نتيجة تدميرها من المجموعات الارهابية، فالمشروع انطلق والصناعيين ينفضون غبار الحرب.
وبين الشهابي أنه نتيجة جهود الصناعيين والتعاون المثمر مع جامعة حلب استفاد ٥ آلاف طالب من برنامج التدريب العملي الصيفي، مع الاستمرار في استقطاب المزيد من الطلبة في الفترة القادمة على نحو يحقق الفائدة لجميع الأطراف من الصناعيين وجامعة حلب والشباب، الذين يفترض تقديم كل ما يلزم لاستثمار قدراتهم وطاقاتهم، فهم الأساس لبناء البلاد واعمار اقتصادها.
إضافة تعليق