تاريخ عيد العمال من النضال إلى الإحتفال


يحتفل العالم في الأول من مايو من كل عام بيوم العمال العالمي، ويسمى أيضا بيوم العمل، وعيد الربيع والعمل، ويعتبر عيد العمال من الأعياد الأكثر انتشارا في العالم، حيث يتم الاحتفال به في 130 دولة تقريبا، ويعتبر في معظم دول العالم عطلة رسمية.


ولكن ما المناسبة التي جعلت من هذا اليوم عيدا يحتفل به العالم سنويا؟
يرتبط عيد العمال بالنضال من أجل يوم عملٍ أقصر، وهو مطلب ذو أهمية كبيرة للطبقة العاملة
في 1 مايو/أيار 1886، نجح مئات الآلاف من عمال البناء في ملبورن وسيدني  بتحقيق مطالبهم(عرفوا حينها بحركة الثماني ساعات) حيث بدأوا إضراباً على مستوى البلاد، للمطالبة بيوم عملٍ مدة ثماني ساعات، وكان شعارهم "8 ساعات للعمل-8 ساعات راحة-8 ساعات للنوم"، وقد ألقت هذه الاحتجاجات بظلالها على دول أوروبا، حيث شهدت احتجاجات تطالب بتخفيض عدد ساعات العمل، ومن ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد حوالى 30 عاما وباقي دول العالم، 


وكان هذا النجاح في ما بعد حافزا أمام ملايين العمال الذين اتخذوا من "عمال استراليا" قدوة ومثالا يحتذى به وقرروا التمرد والثورة لتحسين أوضاعهم من رفع الأجور إلى تقليل ساعات العمل وخاصة في الولايات المتحدة.

إذ دعت النقابات الأمريكية في 1886 إلى الإضراب عن العمل في الأول من مايو/أيار، للمطالبة بخفض ساعات العمل إلى ثماني ساعات. واستجاب حينها للدعوة أكثر من300 ألف عامل غادروا أماكن عملهم في المصانع التي يعملون فيها في مختلف أنحاء البلاد.

لحظة مهمة بالنسبة للنقابات
 ويمثل هذا اليوم لحظة مهمة بالنسبة للنقابات التي تحرص على الاستفادة من المناسبة للمطالبة بتحسين ظروف العمال وزيادة رواتبهم.

وتخرج مسيرات ومظاهرات حاشدة يشارك فيها الملايين ترفع فيها شعارات حول الأجور والأسعار، والطبقة العاملة في مختلف أنحاء العالم وتسلط الضوء على مطالب العمال وتحسين أوضاعهم والتي تبقى محل نزاع بينهم وبين أرباب العمل من الحكومات إلى الشركات الخاصة.

وفي كل عام  يحيي العالم عيد العمال من خلال تنظيم المسيرات بمشاركة الاتحادات النقابية سواء باحتفالات تقليدية أو مظاهرات.
 وقلة هي الدول التي لا تحتفل بهذه المناسبة، ومن بينها هولندا وإسرائيل وبعض الدول في الخليج العربي.


ويُنظر عادةً إلى عيد العمال في المملكة المتحدة وأيرلندا على أنه توديع لفصل الربيع وترحيب بفصل الصيف. 

أما في فرنسا فكان يتم الاحتفال بهذه المناسبة من خلال توزيع الزهور البيضاء التي تعرف باسم "ورد مايو" خلال هذا اليوم، 
في إيطاليا، وكما جرت العادة،  يستضيف حي سان جيوفاني، بياتزا سان جيوفاني في روما، حفلاً موسيقياً من تنظيم النقابات، يجذب بعضاً من أكبر نجوم البوب الإيطاليين.

وتحتفل سيريلانكا بهذا العيد في السابع من أيار/مايو أما نيوزيلندا فهي تحتفل  في الثامن والعشرين من أكتوبر/تشرين الثاني أي في رابع اثنين من شهر أكتوبر. 


في اليابان وأفغانستان وإيران، يتم الاحتفال بهذا اليوم في أول أيار/مايو لكن دون أن يحظى العمال بيوم عطلة بينما الاحتفال يتم بشكل منظم جدا في إيران.

وعلى الرغم من أن دولا مثل تركيا وإندونيسيا وباكستان تحتفل بهذا العيد وتخصص له يوم عطلة رسمية، إلا أن السلطات تمنع تنظيم المظاهرات في هذه المناسبة.

وتشهد اسطنبول منذ 2013 ورغم حظر تنظيم مظاهرات وقفات احتجاجية في ساحة تقسيم الشهيرة.

في سورية والعديد من الدول العربية عيد العمال هو يوم عطلة رسمية تقام احتفالات مركزية بهذا اليوم وتوزع هدايا او مكافأت مادية على الطبقة العاملة، وتعتبر مناسبة مهمة لافتتاح منشآت اقتصادية في البلاد

إضافة تعليق

إن اختيارك الضغط على زر إرسال التعليق يعني أنك موافق على الشروط الواردة في سياسة النشر الخاصة بالموقع فيما يتعلق بقواعد التعليق، للاطلاع على هذه الشروط سياسة النشر