خطر غير متوقع من الأجهزة اليومية إلى قنابل موقوتة


شهد لبنان انفجارات استهدفت أجهزة الاتصالات اللاسلكية التابعة لحزب الله، مما كشف عن شكل جديد من الأعمال التخريبية يتمثل في تحويل الأجهزة العادية إلى قنابل يدوية.


إذ تحولت هذه الأجهزة، التي كانت تُستخدم يوميًا، إلى أدوات فتاكة بسبب العملية الإسرائيلية المفترضة، مما أسفر عن استشهاد العشرات وإصابة الآلاف. ورغم أن الهدف كان  مقاتلي حزب الله، فقد طالت الأضرار المدنيين، مما زاد من القلق بشأن سلامة الأجهزة الإلكترونية التي نعتمد عليها، بدءًا من الهواتف الجوالة وصولًا إلى الأجهزة المنزلية.

ويحذر الخبراء من التأثير النفسي العميق لهذه الانفجارات، حيث بدأ الناس في الشك في موثوقية الأجهزة التي تحيط بهم، وسط مخاوف متزايدة من احتمال تعرضهم للمراقبة.

فيما أشارت التحقيقات إلى أن هذا النوع من التخريب يتطلب اختراقًا دقيقًا لسلسلة التوريد، مما يعكس المخاطر المتزايدة المرتبطة بأجهزة الاتصال. بينما يتوقع البعض أن تكون هذه الهجمات بداية لحملة إسرائيلية أوسع، يبرز استهداف الأجهزة التي كانت تُعتبر آمنة، ليضيف تعقيدًا جديدًا لهذا العصر الجديد من التخريب.

وتتعدد النظريات حول كيفية زرع المتفجرات في الأجهزة، حيث يُعتقد أن عملاء إسرائيليين قد قاموا بذلك أثناء عملية التصنيع في شركة وهمية في بودابست. كما يُرجح أيضًا أن الأجهزة قد خضعت لتعديلات بعد الإنتاج ولكن قبل توزيعها.

ومهما كانت الطريقة المستخدمة، فإن الكميات الصغيرة من المتفجرات أدت إلى إصابات جسيمة. ويُحتمل أن الانفجارات تم تفعيلها عن بُعد، إما عبر رسائل نصية أو من خلال استغلال نقاط الضعف في شيفرة أجهزة النداء، مما أدى إلى انفجار البطاريات.

في وقت أشارت بعض التحليلات إلى أن العمليات السيبرانية الإسرائيلية قد زودت بالمعلومات الاستخباراتية الضرورية لاستهداف شراء حزب الله لأجهزة البيجر، مما يعكس تطورًا في أساليب التخريب.

وتُعد هذه العمليات تذكيرًا بالجهود السابقة، مثل محاولات إحباط البرامج النووية أو التسلل إلى الشبكات الكبرى، حيث توفر مزايا تكتيكية لكنها قد لا تحقق مكاسب استراتيجية طويلة الأمد. بينما كان تخريب البنى التحتية التقليدية أمرًا شائعًا، فإن هذا الهجوم على الأجهزة المحمولة قد يُشير إلى اتجاه جديد في عمليات التخريب عالميًا.

صحيفة الشرق الأوسط

إضافة تعليق

إن اختيارك الضغط على زر إرسال التعليق يعني أنك موافق على الشروط الواردة في سياسة النشر الخاصة بالموقع فيما يتعلق بقواعد التعليق، للاطلاع على هذه الشروط سياسة النشر