الجوع قاتل ... لماذا يحتفل العالم باليوم العالمي للجوع؟


يوم الجوع العالمي هو يوم يهدف لتسليط الضوء على أزمة الجوع التي يعاني منها ملايين الناس حول العالم. يُحتفل به في 28 مايو سنوياً، وهو فرصة لتوحيد الجهود العالمية لمكافحة الجوع وسوء التغذية. هذا اليوم يهدف إلى زيادة الوعي بضرورة تحقيق الأمن الغذائي للجميع، وتحفيز الأفراد والمنظمات والحكومات على اتخاذ إجراءات فعالة للتصدي لهذه المشكلة العالمية.


ويُعد الجوع وفقًا لمشروع الجوع، أحد أكبر التحديات الصحية العالمية، حيث يقتل أكثر من أمراض مثل الإيدز والملاريا والسل مجتمعة. وفي الواقع، يعاني العديد من الأشخاص من الجوع في مناطق مختلفة حول العالم، وخاصة في أفريقيا وأميركا الجنوبية.

• تاريخ اليوم العالمي للجوع:
يعود تاريخ مكافحة الجوع إلى العصور القديمة، حيث اعتمدت المجتمعات على الزراعة البدائية وتخزين المحاصيل لمواجهة فترات الجفاف والمجاعات.

في القرنين التاسع عشر والعشرين، بدأت المجتمعات في مطالبة الحكومات باتخاذ إجراءات فعالة لمكافحة الجوع، مستفيدة من التقدم في الزراعة والصناعة.

في عام 1998، ساهم الاقتصادي أمارتيا سين بشكل كبير في فهم أسباب الجوع من خلال كتاباته حول الاقتصاد والسياسات الغذائية، مشيرًا إلى أن الجوع غالبًا ما يكون نتيجة للتوزيع غير العادل للموارد وليس نقصها.

في عام 2011، تم تأسس يوم الجوع العالمي بهدف توحيد الجهود الدولية لزيادة الوعي بمشكلة الجوع وتعزيز التعاون للقضاء عليها.

• طرق الاحتفال بيوم الجوع العالمي:

يتضمن الاحتفال بيوم الجوع العالمي تنظيم حملات توعوية لزيادة الوعي بمشكلة الجوع وأثرها على المجتمع. وتنظيم ورش عمل وندوات تثقيفية في المدارس والجامعات والمجتمعات المحلية لشرح أسباب الجوع والحلول الممكنة. يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر مقاطع فيديو ورسائل توعوية، وتشجيع الناس على التبرع ودعم المنظمات الخيرية التي تعمل على مكافحة الجوع. كما تعمل بعد المنظمات على تقديم المساعدات الغذائية للمحتاجين من خلال توزيع المواد الغذائية على الأسر الفقيرة والمشردين والتعاون مع المطاعم والمحلات التجارية لتوفير وجبات مجانية أو بأسعار مخفضة
وفي بعض الدول يتم إعداد وجبات صحية وبسيطة في المنزل ومشاركتها مع الأصدقاء والعائلة لزيادة الوعي بأهمية الغذاء الصحي والمتوازن.

• عدد الجياع في العالم:

ومن المفيد التذكير ببعض الإحصائيات الصادرة عن المنظمات الدولية بهذه المناسبة حول عدد الجياع في العالم وانعدام الأمن الغذائي، ففي عام 2021، ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع في العالم إلى حوالي 828 مليون شخص، مما يمثل زيادة قدرها نحو 46 مليون شخص منذ عام 2020 و150 مليون شخص منذ تفشي جائحة كوفيد-191.

نسبة الأشخاص الذين يعانون من الجوع في عام 2021 بلغت 9.8٪ من سكان العالم، مقارنةً بنسبة 8٪ في عام 2019 و9.3٪ في عام 2020.

وحوالي 2 مليار شخص (26.4٪) يعانون من انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد. حسب منظمة الفاو

حيثةيعاني 20.5 مليون طفل من انخفاض الوزن عند الولادة، أي أن طفلًا واحدًا من بين كل سبعة أطفال يعاني من هذه المشكلة

• المناطق الأكثر تأثرًا:

أما المناطق الأكثر جوعا هي أجزاء من اليمن وجنوب السودان وإثيوبيا ونيجيريا تعاني من مستويات أسوأ من الجوع وقد تكون قريبة من المجاعة أو تعاني منها بالفعل.

مبادرات العالمية لمكافحة الجوع:

وفي هذا الصدد أقيمت العديد من المبادرات العالمية لمكافحة الجوع وانخفاض التغذية وتحسين التغذية. منها

• برنامج الأغذية العالمي (WFP):

يُعد برنامج الأغذية العالمي أكبر منظمة إنسانية لمكافحة الجوع في العالم.
يقدم البرنامج كل عام مساعدات غذائية إلى أكثر من 90 مليون شخص في 80 بلدًا1.
يستخدم التحول الرقمي في جمع البيانات وتبني تكنولوجيات جديدة لتحقيق هدف القضاء على الجوع بحلول عام 20302.

• تقنية الزراعة المائية (H2Grow):
يتيح نظام الزراعة المائية للفئات المعرضة لخطر الجوع زراعة الأغذية في ظروف قاسية باستخدام المحاليل الملحية بدلاً من التربة.
تم تنفيذ المشروع في سبعة بلدان، بما في ذلك الجزائر وليما.
يساهم في تحسين الأمن الغذائي للمجتمعات المحرومة.

من الجدير بالذكر أن مكافحة الجوع تتطلب جهودًا مشتركة من المجتمع الدولي، وتشمل تحسين الأمان الغذائي، وزيادة الوعي بمشكلة الجوع، وتعزيز الزراعة المستدامة والتوزيع العادل للموارد الغذائية.

Syr360 

إضافة تعليق

إن اختيارك الضغط على زر إرسال التعليق يعني أنك موافق على الشروط الواردة في سياسة النشر الخاصة بالموقع فيما يتعلق بقواعد التعليق، للاطلاع على هذه الشروط سياسة النشر