اسرائيل: الشرخ الأوسخ في الشرق الأوسط
لا يخفى على أحد من العالم العربي ما تسعى إليه سطوة الاحتلال الصهيوني من أهداف توسعية واستيطانية باستباحة كل المناطق المجاورة لها مدعيةً أنها تحاول الدفاع عن نفسها.
كذلك فقد تلقت دعماَ كبيراً من حلفائها مما جعلها تعتقد أنها فوق القانون وهذا ما شهدناه في قطاع غزة حيث ألقت ما يزيد عن 80 الف طن من المتفجرات الأمر الذي سبب إبادة جماعية بحق المدنين في غزة. وما يجري اليوم في لبنان من تدمير وقتل للأبرياء، يرسم وأهدافاً جديدة قديمة تعكس لنا الأطماع التي تسعى دولة الاحتلال لتحقيقها.
دولة الطوق، هذا ما يردده قادة الاحتلال اصطلاحاَ على الحدود التي تسعى لتفريغها وضمها سعياُ لتوسيع المستوطنات من جهة وتأمين حدودها لإرجاع المستوطنين الذين غادروا الأراضي المحتلة بأعداد كبيرة منذ السابع من اكتوبر لعام 2023 من جهة أخرى.
كذلك لا يخفى على أحد أن مرحلة الحوار والاتصال السياسي والدبلوماسي قد انتهت في الشرق الأوسط مع التصعيد الأخير في الجبهة الشمالية، وقد لعبت اسرائيل تكتيكاً جديداً قبل التوغل البري لتحقيق اهدافها. وهنا يكمن الخطر لأن الطبيعة الانتقامية واللغة الشيطانية تهيمن على سلوكيات الكيان المحتل وتمثل العمود الفقري لمشروعهم الاستيطاني الذي يحمل في طياته أحلاماً توسعية وخططاً استيطانية.
ولكن هذه التحركات من شأنها أن تدفع المنطقة بأكملها نحو أحداث لا يحمد عقباها من خلال الاعتداءلات المتكررة والتوغل البري في جنوب لبنان من أجل تقويض قدرات المقاومة في لبنان وفي فلسطين على حد سواء، من أجل السيطرة على أجزاء من لبنان، وضم الضفة الغربية، وأجزاء من قطاع غزة، وأن ما يحدث اليوم في لبنان من اعتداءات وحشيه عليه ليس فقط لإبعاد كتائب حزب الله إلى ما بعد الليطاني، ولكن الهدف الرئيسي للكيان الصهيوني هو جر الولايات المتحدة الأمريكية وايران لدخول الحرب من أجل تقويض قدرات إيران النووية لإنشاء منطقة عازلة في الجنوب حتى خط الليطاني. ما يعني نقل خطوط المواجهة مع حزب الله وحلفائه من الحدود اللبنانية الإسرائيلية عند الخط الأزرق إلى حدود نهر الليطاني. ولهذه الغاية، تعمل على مسح المنطقة الحدودية بالقصف المكثف من أجل تفريغ المنطقة وتهجير السكان الممنهج، وقد تستمر بذلك على مدى أيام أو أسابيع فيخلو لها الجو فتفرض شروطاً جديدة بعيدة عن حل الدولتين ومتابعة مسيرة التطبيع التي بدأتها قبل حرب اكتوبر 2023.
من جهة أخرى نرى تخبط اسرائيل وعدم قدرتها على انهاء حربها في غزة وهذا ما جعلها تفتح جبهات جديدة لإلهاء الاسرائيلين الذين نفد صبرهم والذين يضغطون على نتنياهو بشأن الرهائن وهذا يبعد الأنظار عن الاستراتيجية الغائبة للكيان في غزة ويوجه الاسرائيلين نحو نصر مزعوم في الجبهة الشمالية.
الكاتب - علي الحلاق
إضافة تعليق