أسواق اللاذقيةوالأسعار الخارجة عن السيطرة تتحول إلى عرض كوميدي يومي
في عرض يومي يليق بمسرحيات العبث، تواصل أسواق اللاذقية تقديم مشاهد غير متوقعة من جنون الأسعار. على خشبة المسرح هذه، تتألق البطاطا في دور البطولة بسعر 12 ألف ليرة للكيلو، بينما البندورة، التي يُفترض أنها سيدة الموسم، تُباع بسبعة آلاف ليرة وكأنها قطعة أثرية نادرة.
أما الفواكه، فتُسجل حضورها كنجوم مقتصرين على الصفوف الأمامية، حيث التين يُباع بـ 20 ألف ليرة للكيلو، والعنب يرفع رايته ببطولة عشر آلاف ليرة. وبالطبع، لا يمكننا تجاهل التفاح والدراق، اللذين هاجرا من صلنفة وكسب ليتركا أثرهما في فوضى الأسعار، حيث يتربعان على عرش الغلاء بأسعار تبدأ من ثلاثين ألف ليرة للكيلو، ليمثلوا ببراعة الدور البائس للمغتربين.
وأخيراً، لا يمكن للخس، الذي كان يُطلب "تنين ثلاثة" في الماضي، إلا أن يحقق نجاحاً باهراً في عالم الأوراق الخضراء، حيث يُباع الآن بـ 5000 ليرة للخسّة الواحدة، ليصبح حلماًبعيد المنال حتى للأرانب في عوالم الأسعار المبالغ فيها.
مع حسابات بسيطة، نجد أن إعداد وجبة بسيطة يتطلب 50 ألف ليرة، مما يجعلنا نتساءل: أين يعيش المواطن في هذا العرض الساخر؟ في بلد لم يعد فيه مكان للفقراء، تبدو الأسعار وكأنها تعمل في عالم موازٍ بعيد عن الواقع.
||روز جبيلي syr_360||
إضافة تعليق