مشروع تأصيل سلالة النحل السوري...يبصر النور في اللاذقية
الخلط في إدخال السلالات والهجن الأجنبية من النحل بشكل غير مدروس قد أدى إلى حدوث خلط وراثي ما بين هذه السلالات وسلالة النحل السوري الأصلية التي كانت متواجدة في المنطقة ومتأقلمة مع ظروفها المناخية وذات مردود اقتصادي بأقل التكاليف، هو ما أكده المهندس ياسر محمد رئيس دائرة الوقاية في مديرية الزراعة.
وأوضح م. محمد بأن هذا الخلط الوراثي قد أدى إلى تراجع نظام النحل مثل النوزيما (مرض فطري) والفار أدى إلى طوائف النحل، بعد الإشارة إلى أن سلالات النحل والهجن الأجنبية غير مقاومة لظروف مناخنا ولاسيما الجفاف والحرارة المرتفعة. وأضاف رئيس الدائرة بأن هذه الأمور ولّدت فكرة إطلاق مشروع تأصيل النحل السوري الهادف إلى إعادة انتخاب وتأهيل السلالة السورية الأصلية.
وفي تفاصيل المشروع أشار م. محمد إلى اختيار موقع الرحملية من ريف اللاذقية ليكون مقراً لهذا المشروع لكونه معزولاً عن مواقع تربية النحل وإلى تشكيل لجنة على مستوى القطر مؤلفة من أساتذة في الجامعات ومهندسين أخصائيين من مراكز البحوث ومن مديريات الزراعة في المحافظات مهمتها التحري وجمع العينات وفحصها ومن ثم إحضار طوائف منها إلى مركز الرحملية من أجل انتخابها وإكثارها لتكون بنكاً وراثياً مضموناً وجديداً لسلالة النحل السوري الأصلية التي ستتم إعادة نشرها بين مربي النحل في القطر.
وأشار بأن الموقع بات في المراحل الأخيرة بعد أن تم تجهيزه بثلاث غرف مسبقة الصنع مع التمديدات الصحية اللازمة لها وإقامة مظلة قرميد فيه لحماية خلايا النحل في الظروف الجوية (أمطار غزيرة – رياح – أشعة الشمس المباشرة والحرارة المرتفعة) إضافة لإقامة سور من الشبك المعدني على محيطه من أجل حماية خلايا النحل التي سيضمها من الحيوانات البرية، لافتاً إلى أنه سيتم أيضاً تشجير المركز بالأشجار الرحيقية إلى جانب إقامة سور من أشجار السرو حوله من أجل حمايته من الرياح.
وأضاف م.محمد بأن اللجان المشكلة لمتابعة تنفيذ المشروع باشرت عملها العام الماضي حيث قامت اللجنة المكلفة من اللاذقية بجمع عينة من النحل من مختلف مناطق المحافظة والتي تبين بأنها لم تكن بمواصفات مطابقة لمواصفات النحل السوري، مبيناً أن اللجان ستتابع أعمالها في هذا العام من خلال جمع عينات من المحافظات الأخرى من أجل جلبها إلى المركز.
وختم م. محمد حديثه بأن العمل مستمر باهتمام ومتابعة من وزارة الزراعة ومديرية زراعة اللاذقية والدوائر المعنية فيها لتنفيذ هذا المشروع الذي اعتبر مهمة حمايته للعاملين في الزراعة ولمربي النحل كونه يحقق مصلحة وطنية جماعية لمربي النحل الذين يملكون خلايا نحل ذات مواصفات قريبة مطابقة للنحل السوري الأصلي بالتعاون مع اللجان المختصة.
صحيفة الوحدة
إضافة تعليق