تقرير: نتنياهو أراد أن ترد إيران.. والسبب ؟!

وأكد مقال “الغارديان”، على أن الهجوم الإيراني الأخير على “إسرائيل”، “أعطى نتنياهو ما كان يتوق إليه دائماً، أي المبرر لمهاجمة إيران الدولة التي لطالما اعتبرها “العدو اللدود لإسرائيل”.

الوزير “الإسرائيلي” بيني غانتس، قال أثناء اجتماع مجلس الوزراء الحربي “الإسرائيلي” لمناقشة رد “تل أبيب” اليوم: “سنبني تحالفاً إقليمياً وسندفع الثمن من إيران بالطريقة والتوقيت المناسبين لنا”.

وأشارت الصحيفة إلى أنه يتعين على الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما من أصدقاء وحلفاء “إسرائيل”، إبلاغ نتنياهو بعبارات واضحة بأن استمرار الدعم العسكري والدبلوماسي والسياسي مشروط برد “إسرائيلي” مشروع ومتناسب. وسيكون من الأفضل لو لم ترد “تل أبيب” على الإطلاق.

وأضاف كاتب مقال “الغارديان” بأن المسار الأكثر حكمة لنتنياهو، هو “تقديم الهجمات إلى العالم كدليل لا يقبل الجدل على وجهة نظره المتشددة، وهو أن إيران تنتهك القانون الدولي وتعرض إسرائيل والدول العربية والغربية للخطر، بدلاً من هجوم لا تحمد نتائجه”.

ووفقاً لـ”الغارديان” فإن الرد الإيراني، “قدّم فرصة” لنتنياهو لتحويل الاهتمام العالمي عما يجري في قطاع غزة، من أعمال نهب وسلب وقتل تمارسها حكومته وجيس “إسرائيل”، منذ ما يقارب الـ6 أشهر.

وأكدت الصحيفة أنه لا ينبغي لنا أن ننسى حقيقة أن نتنياهو وحكومته الحربية الداخلية قد أثاروا هذه المواجهة عمداً وتهوراً مع تكشف الأزمة، حيث خرجت الحرب من الظل، بعد استهداف قنصلية إيران في العاصمة السورية دمشق.

ولا بد أن رئيس الوزراء “الإسرائيلي” كان يعلم مدى غضب رد الفعل في طهران. ومن المثير للاهتمام أنه لم يبلغ حليفه الأمريكي مسبقاً، ربما لأن الإدارة كانت ستحاول منع العملية. ويبدو الهجوم على السفارة في دمشق بمثابة تصعيد متعمد يهدف إلى تحصين موقف نتنياهو السياسي الداخلي، وإسكات انتقادات الأمريكيين العمياء، وتشتيت الضغوط الدولية لوقف إمدادات الأسلحة إلى “إسرائيل”، وفقاً للصحيفة.

وقد نجحت خطة نتنياهو بين عشية وضحاها، وجفت الانتقادات في واشنطن لكارثة غزة. وفي بريطانيا أيضاً، ربما تتلاشى الآن الدعوات التي تطالب الحكومة بالإصرار على وقف فعال لإطلاق النار في غزة والحد من الدعم للتحالف “الإسرائيلي”، بسحب ما أفادته “الغارديان”.

وأكدت الصحيفة أن هجوم دمشق نجح في دفع قادة طهران لاتخاذ موقف أصيل بدلاً من الحلفاء في المنطقة، وفي الواقع، قام نتنياهو باستدعائهم للمبارزة واستجابوا وشعروا أنه ليس لديهم خيار سوى الرد بالمثل