نتنياهو يستجدي وساطة فرنسية وحديث عن دعم أميركي لها
يمكن ردّ أسباب إطالة أمد الحرب في غزة، رغم الخسائر التي يُمنى بها الاحتلال، إلى الصفعات التي وجهتها عملية طوفان الأقصى وتداعياتها السارية إلى الآن، في مقابل ما سبق ذكره فإن جبهة الشمال – جنوب لبنان مع فلسطين المحتلة – تؤرق العدو الذي يستجدي تهدئة من باريس تضمن له على ما يبدو إعادة ترتيب أوراقه وأخذ النفس ومحاولة «فرملة» الانتصارات في الميدان الموثقة بالصوت والصورة التي تحققها المقاومة اللبنانية-حزب الله- في معركة الإسناد لغزة.
تتحدث المعلومات عن وجود تحرك فرنسي جديد تجاه لبنان، بطلبٍ مباشر من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وبدعم أميركي، والذي طلب من فرنسا استئناف مبادرتها لتهدئة الجبهة الشمالية مع لبنان، والتي بدأتها باريس قبل عدة أشهر وتوقفت من دون تحقيق أي نتيجة.
وكانت المبادرة الفرنسية تطالب بابتعاد حزب الله 7 كيلومترات عن الحدود مع فلسطين المحتلة للسماح للمستوطنين الإسرائيليين بالعودة إلى المستوطنات الشمالية مقابل إيقاف «إسرائيل» للعمليات العسكرية، مع وعود بترسيم الحدود البرية، وتحريك ملف النفط والغاز اللبنانيين وكذلك تحريك العملية السياسية في لبنان، وفي هذا الخصوص جاءت اللقاءات الأخيرة التي عُقدت في مقر الرئاسة الفرنسية بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وكل من رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي وقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، في إطار إعادة تسويق المبادرة الفرنسية السابقة مع بعض التعديلات، لكون صيغة المبادرة السابقة، التي كانت تطرح وقف العمليات الإسرائيلية مقابل إبعاد المقاومة 7 كيلومترات عن الحدود مع فلسطين المحتلة، رفضها الجانب اللبناني ولا سيما حزب الله.
وحسب المعطيات، فإنّ التعديل الأساسي الذي طرأ على المبادرة الفرنسية، هو إسقاط مطلب إبعاد المقاومة عن الحدود مع فلسطين المحتلة، واستبدالها بسحب «إمكانيات عسكرية محددة» لحزب الله من الحدود، من دون الكشف عن طبيعة هذه الإمكانيات، وفي المقابل توقف «إسرائيل» كل عملياتها العسكرية وحتى خروقاتها للأجواء اللبنانية، إضافة الى البنود الأخرى في المبادرة القديمة بشأن ترسيم الحدود البرية وتحريك ملفي الغاز والنفط والأزمة الرئاسية.
لكن المقاومة اللبنانية مستمرة في معركتها ضد العدو وكما للمقاومة الفلسطينية مطالب وشروط تتم بناء على تحقيقها والاستجابة لها المفاوضات والوصول إلى نتيجة فيها، فمثيلتها اللبنانية شرطها إيقاف العدوان على غزة، عندها فقط تهدأ الجبهة اللبنانية، ماعدا ذلك فإن الصورة الآتية من هناك على حالها استهداف يومي متواصل لتحصينات العدو ونقاطه العسكرية كما اليوم تماماً، إذ استهدفت المقاومة اللبنانية نقاط انتشار جنود العدو الإسرائيلي جنوب موقع جل العلام بصواريخ بركان، كما استهدفت المقاومة مبنى يستخدمه جنود الاحتلال في مستعمرة «شوميرا» بالأسلحة المناسبة، إلى جانب استهداف التجهيزات التجسسية المستحدثة، التي تمّ رفعها في محيط ثكنة «دوفيف» وإصابتها إصابة مباشرة.
وقالت المقاومة: إنّ عملياتها تأتي دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، وردّاً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية.
إضافة تعليق