ماهي PETN...المادة المتفجرة التي تهز لبنان وتثير الجدل؟


بالأمس، كان لبنان على موعد مع استهداف دامٍ أعاد إلى الأذهان فاجعة انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020، بعد تفجير مئات أجهزة الـ"بيجرز"، التي يستخدمها عناصر من "حزب الله"، ممّا أدّى إلى مقتل 10 شهداء، وجرح نحو 3000 آخرين في لبنان وسوريا.


وذكرت صحيفة "نيويورك بوست" أن الانفجارات نُفّذت باستخدام أجهزة "بيجرز" مُلغّمة بمادة "بي إي تي أن" (PETN)، وهي مادّة متفجّرة قويّة، وُظِّفَت في أكبر خرق أمنيّ حصل منذ التصعيد الأخيرة.

استخدم الهجوم السيبراني بالأمس مادة كيميائية شديدة الانفجار تُسمّى "خماسي إريثريتول تترانايتريت" (#Pentaerythritol Tetranitrate)، ومعروفة بـPETN.

إن "بي إي تي أن" مركّب معروف بخصائصة التفجيرية القويّة، ويتميّز بخصائص بلاستيكية عند مزجه بمادة لدنة (طريّة)، ويصنّف ضمن أقوى المتفجرات على الإطلاق، ويُعدّ جزءًا من المتفجّرات البلاستيكية مثل مادة سيمتكس.

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) على استخدام PETN كعامل موسّع للأوعية التاجية في علاج أمراض القلب، بما في ذلك الذبحة الصدرية، إذ يتميّز بقدرته على توسيع الأوعية الدموية التي تتشابه مع تأثيرات نِتْرات الغليسيريل؛ وتنتمي هذه الأخيرة إلى مجموعة الأدوية الموسّعة للأوعية الدموية المسماة نِتْراتات (Nitrates)، التي تُستعمل لتخفيف تأثيرات الذبحات الصدريّة.

لكن الهجوم الدامي بالأمس لم يكن ناجماً عن استخدام طبيّ بل عسكري باعتبار المادّة شديدة الانفجار. وتستجيب مادة "بي إي تي أن" للصدمات والحرارة، مما يجعلها عرضة للانفجار.

يصف موقع India today مادة "خماسي إريثريتول تترانايتريت" بأنها من أقوى وأشدّ المتفجرات فتكًا التي عرفها الإنسان. وقد اكتسبت شهرة سيّئة بسبب استعمالها في هجمات إرهابية مدمّرة وعمليات عسكرية. في السنوات الأخيرة، أثار استخدامها جدلاً واسعًا، خاصة بعد الاتهامات المتعلّقة باستخدامها من قبل وكالات استخباراتيّة مثل الموساد.

تُعتبر PETN من أقوى المتفجرات المعروفة، وتفوق مادة "تي أن تي" بأضعاف كثيرة. وعلى عكس بعض المتفجرات الأخرى، يتميّز "خماسي إريثريتول تترانايتريت" باستقراره النسبيّ وعدم حساسيته للاحتكاك، ممّا يجعله أقلّ عرضة للانفجار العرضيّ. مع ذلك، عند تفجيره عمدًا بالحرارة أو الصدمة، يُطلق كميّة هائلة من الطاقة، ممّا يتسبّب بدمار كارثيّ.

ظهرت قوة الـPETN الشديدة بوضوح في عدد من الهجمات البارزة، مثل تفجير أبراج الخبر في السعودية عام 1996، الذي أدّى عن مقتل 19 من أفراد الخدمة الأميركية وإصابة المئات. وبسبب القوة التدميرية الفريدة التي تتمتع بها مادة "خماسي إريثريتول تترانايتريت"، باتت تلك المادة عنصرًا حيويًا في ترسانات الجماعات المسلّحة والدول التي تشارك في الصراعات غير المتكافئة.

تؤدي الزيادة في استخدام PETN في الصراعات العالمية إلى مواجهة معضلات أخلاقية عميقة. مع تزايد قوة الأسلحة وصعوبة اكتشافها، تتصاعد مخاطر الأضرار الجانبية، مهددةً المدنيين ومزعزعةً استقرار المناطق بأكملها.

ويستمر العالم في مواجهة الأسئلة الأخلاقية والقانونية المحيطة المتعلّقة باستخدام مثل هذه المتفجرات القوية، لكن حقيقة واحدة تظل واضحة، وتتمثّل بعدم إمكانية تجاهل القوة القاتلة "خماسي إريثريتول تترانايتريت". إنها تمثل الإمكانيات المرعبة للأسلحة الحديثة، التي يُمكن لضغطة زر أو لمسة مفتاح أن تطلق دمارًا لا يُتصور. بالتالي، إنّ فهم قدراتها المميتة يشكّل خطوة حاسمة نحو التخفيف من تأثيرها المدمّر على السلام والاستقرار العالميين.

المصدر _صحيفة النهار

إضافة تعليق

إن اختيارك الضغط على زر إرسال التعليق يعني أنك موافق على الشروط الواردة في سياسة النشر الخاصة بالموقع فيما يتعلق بقواعد التعليق، للاطلاع على هذه الشروط سياسة النشر