آخر الأخبار     آيفون 16 يصل إلى الأسواق دون ميزات الذكاء الاصطناعي المنتظرة     هبوط جماعي لأسهم شركات السيارات الأوروبية بعد توقعات مرسيدس المخيبة     مطابع القطاع العام تنجز 16 مليوناً و400 ألف كتاب...     صوت من دمشق...مواطنون يناشدون محافظة دمشق من أجل استخدام المرآب المجاني بحديقة تشرين     ما أسباب الإقبال العالمي على الذهب مع صعوده فوق 2640 دولارا؟     وفاة طفلين بحريق نشب في منزلهما بحي قنينص في اللاذقية     طقس متقلب مع زخات رعدية ودرجات حرارة منخفضة تعصف بالبلاد     توقعات أبراج اليوم السبت 21 أيلول 2024     موجز لأهم وآخر الأخبار ليوم السبت 21 أيلول 2024     من هي فرقة الرضوان التي تم استهدافها اليوم في الضاحية الجنوبية     الضحاك: ندعو المجتمع الدولي إلى مساءلة الاحتلال عن جرائمه     حزب الله يزف القائد إبراهيم عقيل شهيداً على طريق القدس     حلبون وادي الجوز، تاريخ يتجسد في كل ثمرة     خطر غير متوقع من الأجهزة اليومية إلى قنابل موقوتة     أم وابنتها ضحايا حريق منزلي في كفرفو

شارك بمشروع ثمن صاروخ..حزب الله يجمع التبرعات وإسرائيل مستنفرة... هل يقترب الصيف الساخن


فيما تتّجه أنظار العالم نحو رفح، مع بدء العملية العسكرية الإسرائيلية التي لم تعد "محدودة" فيها خلافًا لكلّ المزاعم، وعلى وقع المجازر التي عادت لتتصدّر الاهتمام، مع المشاهد الدموية التي أثارت صدمة الرأي العام، وأعادت إلى الأذهان صور الأيام الأولى من الحرب على غزة، تحافظ الجبهة اللبنانية على حضورها، وسط تساؤلات تتصاعد يومًا بعد يوم عن احتمالات توسّع المواجهات على خطّها إلى حدود "الحرب الشاملة"، إن جاز التعبير.


ففي وقتٍ تتواصل الاشتباكات والمناوشات بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي، وتدخل على خطّها أنواع جديدة من الأسلحة والمسيّرات، بالتزامن مع تفعيل سياسة الاغتيالات الإسرائيلية لمقاتلي الحزب، وكذلك استهداف الدراجات النارية في الأيام الأخيرة، يُرصَد استنفار إسرائيلي على أعلى المستويات، تجلّى في زيارة الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المنطقة الملاصقة للحدود أكثر من مرّة خلال أيام قليلة.

وفي حين "تقاطعت" الرسائل التي أوصلها هرتسوغ ونتنياهو، ويكرّرها غيرهما من المسؤولين الإسرائيليين، عند "طمأنة" المستوطنين الذين هُجّروا من منازلهم منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، بأنّهم سيعودون إليها، بدا لافتًا، وربما مستفزًا، دخول الولايات المتحدة على الخط، من خلال جولة المرشحة الجمهورية السابقة للانتخابات الرئاسية الأميركية نيكي هايلي، التي دوّنت عبارة "اقضوا عليهم" على قذيفة إسرائيلية قرب الحدود مع لبنان.

وبالتوازي مع كلّ هذا "الاستنفار" الإسرائيلي والغربي، إن جاز التعبير، لوحظ قيام "حزب الله" بفتح باب التبرعات لشراء صواريخ ومسيّرات، تحت عنوان "شارك بمشروع ثمن صاروخ"، في خطوة تباينت تفسيراتها وقراءاتها، وفقًا للانقسام العمودي بين مؤيدي الحزب وخصومه، لكن هل يؤشر كلّ ذلك إلى أنّ "الصيف الساخن" الذي يتوعّد به الإسرائيليون يقترب أكثر فأكثر، أو بالحدّ الأدنى أنّ الحرب لا تزال طويلة، ولا نهاية لها تلوح في الأفق؟!.

بالنسبة إلى الاستنفار الإسرائيلي، وربما الغربي، يقول العارفون إنّه عمليًا قد لا يكون جديدًا، وإن عبّر في مكانٍ ما عن محاولة من المستوى السياسي في تل أبيب "استيعاب" ما يصحّ وصفه بـ"التململ" الذي بدأ يظهر في صفوف سكان المستوطنات الشمالية، الذين يرفضون العودة إلى منازلهم قبل معالجة "التهديد" الذي تسبّبه صواريخ "حزب الله"، ويشترطون "حلاً جذريًا" لذلك، لا يتيح للحزب أن يعود لفتح الجبهة في أيّ وقت يشاء، ومن دون سابق إنذار.

بهذا المعنى، يريد المسؤولون الإسرائيليون من خلال هذا الاستنفار، معطوفًا على التهديد والوعيد شبه اليومي بتوسيع الحرب، والحديث عن "صيف ساخن"، رفع السقف بشكل أو بآخر، وربما "الضغط" على الحزب، ومن خلاله على الدولة اللبنانية، من أجل التجاوب مع الوساطات الدولية لحلّ الموضوع "سلميًا"، علمًا أنّ كلّ هذه الوساطات لا تزال تصطدم برفض الحزب الخوض في أيّ نقاش قبل التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في قطاع غزة في المقام الأول.

وإذا كان "حزب الله" يكرّر هذه "الثابتة" في كلّ المناسبات، بشخص أمينه العام السيد حسن نصر الله الذي جدّد قبل أيام القول إنّ الجبهة اللبنانية ستبقى مفتوحة طالما أنّ العدوان على غزة مستمرّ، ولا سيما أنّ الحزب يعتبرها "جبهة إسناد"، وبالتالي فإنّها مرتبطة عضويًا بالحرب على غزة، ولو غاب الإجماع الداخلي على هذه المقاربة، حتى بين من يصنّفون حلفاء للحزب، فإنّ الثابت أنّ الجانب الإسرائيلي يضغط باتجاه "فصل الجبهات"، تمهيدًا للتوصل إلى اتفاق.

ويبدو أنّ الجولة التي قامت بها المرشحة الجمهورية السابقة للانتخابات الرئاسية الأميركية نيكي هايلي، وهي السفيرة الأميركية السابقة أيضًا لدى الأمم المتحدة، في المنطقة الملاصقة للحدود مع لبنان، وما انطوت عليه من "رسائل"، لم تكن "بريئة" أيضًا، إذ ثمّة من قرأ فيها "رسالة مبطنة" بأنّ الولايات المتحدة التي يُقال إنّها من "تمنع" الانزلاق إلى حرب أخرى في المنطقة، قد لا تمانع الذهاب إلى عملية عسكرية ضد "حزب الله"، متى تطلب الأمر ذلك.

وسط هذا الاستنفار الإسرائيلي، جاءت حملة التبرعات التي أطلقها "حزب الله" لشراء مسيّرات وصواريخ، لتطرح بدورها العديد من علامات الاستفهام، ولا سيما أنّ هناك من فسّرها بأنّ الحزب يتحضّر لحرب "طويلة" نسبيًا، وأنّه ليس جاهزًا لذلك لا من حيث العتاد ولا من حيث الأموال، فيما وضعها آخرون في خانة "التعبئة" عبر إشراك المدنيين من البيئة الحاضنة للمقاومة في المعركة، ما يمكن أن يعطيها "شرعية شعبية"، إن جاز التعبير.

وجاء الانقسام في قراءة حملة تبرعات الحزب ليترجم الانقسام العمودي في البلاد، فخصوم "حزب الله" سارعوا إلى قراءتها من زاوية "سلبية"، وبينهم من اعتبر أنّها دليل على أنّ الحزب في "مأزق" بسبب عدم قدرته على التراجع عن الجبهة التي ربطها بالحرب على غزة، في مقابل تراجع التمويل الإيراني الناتج عن عدم قدرة طهران على مجاراته فيها، في ظلّ الأزمة الاقتصادية المتصاعدة بسبب الأوضاع داخل إيران، وتبعات العقوبات عليها.

أما المؤيدون فينفون كلّ هذه الاستنتاجات والتأويلات، ويضعون حملة التبرعات في سياق "تكتيك" قديم يتّبعه الحزب، عبر "هيئة دعم المقاومة الإسلامية"، وهي هيئة تهدف كما يبيّن اسمها إلى جمع التبرعات لصالح "حزب الله"، وهي لم تتأسّس اليوم، وإنما منذ العام 1990، حيث أطلقت الكثير من الحملات منذ ذلك الوقت في أكثر من مناسبة، حتى إنّ الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله تحدّث عنها في أكثر من مناسبة.

وإلى جانب أهمية الجانب المادي في هذه الحملة، شأنها شأن غيرها من الحملات، فإنّ هدفها الأساسي يبقى "معنويًا" وفق مؤيدي الحزب، بعيدًا عن "المبالغات في التفسير" التي تثير الاستغراب، حيث يلفت هؤلاء إلى أنّها تأتي في جانب منها، "تلبية لرغبات" الكثير من الناس الراغبين في أن يكونوا جزءًا من هذه المعركة، من دون أن تكون لديهم القدرة على الانخراط فعليًا في العمل العسكري، أو الحضور في مناطق القتال.

وبين هذا الرأي وذاك، ثمّة من يرى أنّ الحملة تأتي في مكانٍ ما لتوجّه رسالة إلى خصوم الحزب في الداخل والخارج، مفادها أنّ كلّ ما يُقال عن "تضعضع" في داخل البيئة الحاضنة للمقاومة غير دقيق، إذ تشكّل هذه الحملة "اختبارًا" لمدى تأييد الشارع، وخصوصًا الشيعي، للدور الذي يلعبه في "حزب الله"، بما في ذلك لمسار "فتح الجبهة"، ما قد يرى فيه الحزب ردًا على كلّ الكلام عن "مصادرته قرار الحرب"، التي يرفضها الجميع، حتى داخل بيئته الحاضنة.

في النتيجة، قد يكون الثابت من الاستنفار الإسرائيلي والغربي، الذي يتجلى بسباق متصاعد بين الدبلوماسية والعسكر، ومن الرسائل التي يمكن أن تنطوي عليها حملة تبرعات "حزب الله"، أنّ الطرفين يتعاملان وكأنّ الحرب لا تزال في بدايتها، ويعدّان العدّة ربما لـ"صيف ساخن"، ليس بالضرورة بمعنى "الحرب الشاملة"، التي لا تزال مُستبعَدة نظريًا للكثير من الأسباب والاعتبارات، ولكن على الأقلّ بمراوحة ميدانية لا تبدو نهايتها قريبة!.

#النشرة

إضافة تعليق

إن اختيارك الضغط على زر إرسال التعليق يعني أنك موافق على الشروط الواردة في سياسة النشر الخاصة بالموقع فيما يتعلق بقواعد التعليق، للاطلاع على هذه الشروط سياسة النشر