المكدوس تحت سطوة الأسعار الجنونية ...هل يرحل نجم الشتاء إلى الذاكرة
لطالما اعتُبر المكدوس نجم مائدة الشتاء في سورية، لكن يبدو أن هذا النجم يمر بظروف عصيبة قد تقوده إلى أن يصبح من النسيان. ففي اللاذقية، تتراقص الأسعار في الأسواق كما لو كانت في عرض سيرك مبهر، وفي خضم هذا العرض، يكتوي المكدوس بنيران الأسعار المرتفعة التي تهدد بإبعاده عن الأضواء.
الباذنجان، البطل الأساسي للمكدوس، يركب قارب الأسعار ليقفز إلى 4000 ليرة للكيلو، بينما تحلق الفليفلة الحمراء إلى مستويات جديدة تتراوح بين 10000 و12000 ليرة، بعد أن كانت 6000 ليرة فقط في العام الماضي. أما الثوم، فارتفع إلى 75000 ليرة، والجوز يصل إلى حدود الخيال بأسعار تتراوح بين 135000 و150000 ليرة للكيلو.
وليس في الأفق أي بصيص أمل لعودة الأسعار إلى طبيعتها، فحتى زيت الزيتون أصبح الآن أغلى من تذكرة طائرة إلى جزيرة نائية.
ذلك دفع الكثيرين للجوء إلى زيوت أقل تكلفة مثل زيت القطن وزيت الذرة، الذي بلغ سعر اللتر منه 25000 ليرة.
وبحسبة بسيطة فإن تكلفة تحضير 10 كيلو من المكدوس، تتجاوز 400 ألف ليرة، وهو مبلغ يتجاوز بكثير راتب المواطنين من ذوي الدخل المحدود الذي لا يتجاوز 350 ألف ليرة.
وفي ظل هذه الأسعار،ومع تزايد تكاليف المكونات، يبدو أن المكدوس سيصبح حبيس الذاكرة، وستتحول وجبة الشتاء المحببة إلى جزء من الماضي الجميل الذي يراودنا في أحلامنا.
||روز جبيلي _Syr360||
إضافة تعليق