آخر الأخبار     هل هواتفنا الذكية معرضة للانفجار؟     تفاصيل جريئة وأناقة متجددة... من أسبوع ميلانو للموضة     عناوين الصحف السورية والعربية الصادرة ليوم السبت 21 أيلول 2024     مؤتمر دولي للتأريخ الشفوي: تعزيز للهوية الثقافية والتعاون العربي في مسقط     حادثة مروعة في حلب: جريمة قتل تودي بحياة غيث الشامي وعائلته     فوائد الكولاجين البحري.. مفتاح جمال البشرة وإشراقتها الدائمة     آيفون 16 يصل إلى الأسواق دون ميزات الذكاء الاصطناعي المنتظرة     هبوط جماعي لأسهم شركات السيارات الأوروبية بعد توقعات مرسيدس المخيبة     مطابع القطاع العام تنجز 16 مليوناً و400 ألف كتاب...     صوت من دمشق...مواطنون يناشدون محافظة دمشق من أجل استخدام المرآب المجاني بحديقة تشرين     ما أسباب الإقبال العالمي على الذهب مع صعوده فوق 2640 دولارا؟     وفاة طفلين بحريق نشب في منزلهما بحي قنينص في اللاذقية     طقس متقلب مع زخات رعدية ودرجات حرارة منخفضة تعصف بالبلاد     توقعات أبراج اليوم السبت 21 أيلول 2024     موجز لأهم وآخر الأخبار ليوم السبت 21 أيلول 2024

هل هواتفنا الذكية معرضة للانفجار؟


كما اختُرِقت أجهزة البيجر يُمكن اختراق الهواتف الذكية، لكن غالبا ما سيحتاج تفجير هذه الهواتف إلى زرع متفجرات صغيرة الحجم داخلها.


تفاجأ العالم يوم الثلاثاء 17 سبتمبر/أيلول الجاري بانفجار مئات أجهزة الاستدعاء (البيجر) في الجنوب اللبناني، مسببا مقتل نحو 12 شخصا، بينهم طفلان، إضافة إلى إصابة ما يقرب من 3 آلاف شخص.

في اليوم التالي شهدت لبنان مزيدا من الانفجارات في ربوعها المختلفة بأجهزة أخرى، مما أدى إلى مقتل 14 شخصا، والكثير من الاصابات.

ولا تزال التحقيقات جارية من أجل اكتشاف كيفية انفجار هذه الأجهزة، وظهر أكثر من تفسير، لكن الموضوع لا يزال محاطا ببعض الغموض فيما يتعلق بالكيفية، وقد اتهم حزب الله إسرائيل رسميا بوقوفها خلف هذه العملية.

ورغم أن الحوادث كانت متعلقة بأجهزة استدعاء وليست الهواتف الذكية، فإن ذلك أثار تساؤل الناس عن هواتفهم التي يستخدمونها بشكل يومي، هل حقا يمكن اختراقها وتفجيرها؟

في تصريح  لتوبي وولش، أستاذ الذكاء الاصطناعي في قسم علوم الحاسوب والهندسة بجامعة نيو ساوث ويلز، إن "حدوث هذه الانفجارات يتطلب زراعة متفجرات صغيرة الحجم في هذه الأجهزة، وجرى تفعيلها من خلال "برمجيات خبيثة" أسهمت في إطلاق هذه المتفجرات".

وعن إمكانية اختراق الهواتف الذكية، يقول وولش "كما اختُرِقت البيجرز يُمكن اختراق الهواتف الذكية، لكن غالبا ما سيحتاج تفجير هذه الهواتف إلى زرع متفجرات صغيرة الحجم داخلها".

ويوضح وولش أنه صار من الضروري التحري جيدا عن المصدر الخاص بتوريد أجهزة الاتصالات، التي تتضمن الهواتف الذكية، وذلك للتأكد من كون الجهاز آمنا، وأضاف قائلا "إذا كنت أعتقد أن هناك عدوا استخباراتيا لي مثل الموساد أو غيره، فلا بد من خضوع هاتفي الذكي لاختبار أشعة إكس بهدف تأمين خلوه من أي متفجرات محتملة!".

مع ذلك، لا يرى وولش أن الهواتف الذكية التي نستخدمها حاليا لا تمثل خطورة واضحة، من ناحية إمكانية تفجيرها.

المسؤولين المعرضين إلى الاستهداف من قِبل جهات دولية قد يحتاجون إلى الشعور بالقلق.

ويتفق مع هذا الرأي تماما مصطفى بهران، الأستاذ الزائر في قسم الفيزياء جامعة كارلتون الكندية، فهو يرى أن "عموم الناس لا ينبغي لهم القلق بشأن انفجار هواتفهم الذكية، مع ذلك من الضروري إدراك أن هذه الهواتف تراقبنا جيدا".

من ناحية أخرى، أكد بهران أن "المسؤولين المعرضين إلى الاستهداف من قِبل جهات دولية قد يحتاجون إلى الشعور بالقلق".

ويرى نواه سيلفيا، محلل أبحاث القيادة والتحكم والاتصال والحاسوب في فريق العلوم العسكرية بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة للدراسات الدفاعية والأمنية في المملكة المتحدة، أن الوقت لا يزال غير مناسب لتحليل كيفية حدوث تلك الانفجارات.

إلا أنه أضاف في تصريحات لـه أن "عملية التفجير تلك استدعت تحضيرا واضحا، وليس من المتوقع تكرارها لاحقا لدى أي مجموعة تؤمن خطوط التوريد الخاصة بها".

ونقلت وسائل إعلام لبنانية عن مصادر أمنية أخفت هويتها "أن أجهزة البيجر احتوت أجزاء يُطلق عليها "آي سي" (IC) تضمنت داخلها المواد المتفجرة، واستطاعت الأجهزة المفخخة المرور عبر أجهزة الفحص دون كشفها، وتم تفخيخها لدى مصدر استيرادها".

وكشف مصدر أمني لبناني  أن نوع المتفجرات المستخدمة في أجهزة البيجر هو "آر دي إكس" أو "هكسوجين" عالية التكسير التي استخدمت كمادة تفجيرية خلال القرن الـ20.

وطبقا للتقارير، توقع الخبراء أن عملية زرع المتفجرات حدثت إما خلال عملية التصنيع ذاتها، أو في أثناء نقلها إلى داخل لبنان.

وأشار ماهر القاضي، الأستاذ المساعد في قسم الكيمياء والكيمياء الحيوية بجامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس الأميركية، الذي أخبرنا أن الرسائل النصية التي تستقبلها أجهزة البيجر ليس بإمكانها رفع درجة حرارة البطاريات الموجودة داخلها، أما برامج التجسس فتستطيع فعل ذلك، لكن ليس بالحد المطلوب لانفجارها.

"قد تسبب برامج التجسس رفع حرارة البطارية إلى 50 أو 60 درجة مئوية، وهذه الحرارة -رغم ارتفاعها- غير كافية، إن انفجار البطاريات يتطلب حدوث سلسلة من التفاعلات الكيميائية عالية السرعة داخل البطارية، وهو أمر لا يتحقق إلا بعد تخطي درجة حرارتها 150 درجة مئوية"، بحسب القاضي.

لكن القاضي أشار إلى أنه رصد حالة "صعبة الحدوث" قد تسبب انفجار البطاريات، وهو أن تسبب الرسائل النصية تفعيل "سويتش" يربط الجزء السالب من البطارية بجزئها الموجب، الأمر الذي ينتج منه حدوث حالة تشبه ما نعرفه باسم "حالة ماس كهربائي" قد تسبب انفجار البطارية.

يقول القاضي في تصريحه "للجزيرة نت" "من الملاحظ أن كافة الانفجارات حدثت في التوقيت نفسه تقريبا، الأمر الذي يخفض فرضية انفجار البطاريات جراء تفعيل "السويتش"، أو جراء سوء الاستخدام، أو عيوب الصناعة، لذا فنحن -في أغلب الأحوال- أمام هجوم متعمد لجأ إلى تفخيخ أجهزة البيجر مُسبقا بأحد أنواع المتفجرات".

يعزي القاضي انفجار البطاريات بشكل عام إلى 3 أسباب رئيسية:

الأسباب الميكانيكية: تنفجر البطارية إن تعرضت إلى الاختراق بجسم حاد، أو السحق جراء وجود ضغط عالٍ عليها (مثلما هو الحال في السقوط من مكان مرتفع)، وهو موضوع تعتني شركات إنتاج السيارات الكهربية به كثيرا، فمثل هذه السيارات قد تواجه حوادث مرورية.

الأسباب الكهربائية: كما هو الحال في "حالة الدائرة المغلقة" المذكورة سابقا، وهي مشكلة ترفع درجة حرارة البطارية سريعا وتسبب انفجارها.

الأسباب الحرارية: يتوقع القاضي أن هذا العامل هو سبب الانفجارات في لبنان، فتعرض البطاريات لدرجة حرارة مرتفعة تتخطى 150 درجة مئوية سيؤدي إلى انفجارها، وهي حرارة يُمكن الحصول عليها عبر استخدام أنواع عدة من المتفجرات.

ويوضح القاضي قائلا "أعتقد أن ما حدث هو أنه تم تفعيل متفجرات صغيرة الحجم موجودة في أجهزة البيجر عن بعد، مما أدى إلى رفع درجة الحرارة فجأة وانفجار البطاريات تباعا".

في هذا السياق، يتفق القاضي مع بهران في الرأي بشأن الهواتف الذكية، فكليهما لا يعتقد أن بالإمكان استخدام أي برامج تجسس أو تقنيات لرفع درجة حرارة البطاريات الخاصة بتلك الأجهزة، رغم سهولة اختراقها.

المصدر _ وكالات

إضافة تعليق

إن اختيارك الضغط على زر إرسال التعليق يعني أنك موافق على الشروط الواردة في سياسة النشر الخاصة بالموقع فيما يتعلق بقواعد التعليق، للاطلاع على هذه الشروط سياسة النشر