ما بعد إرهاب الكيان .. البادئ أظلم


كتب الدكتور منذر أحمد اليوم الخميس في صحيفة تشرين يقول: تتفلت “إسرائيل” كعادتها من كل الضوابط الأخلاقية وتمارس إرهابها مجدداً بشكل أشد فتكاً وقذارة، فالآمنون في بيوتهم وفي مناطقهم لم يعودوا كذلك، فمن تغنى بانتقاء الأهداف العسكرية وادعى التفوق في استخدام الأسلحة الذكية والابتعاد عن استهداف المدنيين، فقد أماط اللثام مجدداً وكعادته عن وجهه الإرهابي الحقيقي الذي لا يفرق عسكرياً عن مدني ورجل عن طفل أو امرأة.


مجزرة تامة الأركان إنجاز جديد في سجل الكيان الإرهابي اللا إنساني سجله تفجير أجهزة اتصال تقليدية من الممكن جداً أن يستخدمها الطبيب كما يستخدمها الجندي والمعلم والعامل، هدفها زرع الرعب والخوف وتوسيع الحرب في جنوب لبنان، وهذا الإرهاب الجديد أو ما يمكن أن نسميه ما بعد الإرهاب غير المسبوق هو أكبر عملية اغتيال واسعة النطاق بأهداف عشوائية تتم باستخدام تقنيات التكنولوجيا الحديثة.
وإن كانت هذه بداية الحرب التكنولوجية القذرة التي تشنها “إسرائيل” وتستهدف فيها كل من يحمل هذه الأجهزة بغض النظر عن وظيفته ومهمته التي يستخدم فيها هذه التقنية لتأديتها، فكيف ستكون الخطوات اللاحقة؟ ربما تكون أكثر قذارةً  فمن يستهدف الأطفال والجرحى وكبار السن بشكل مباشر لن يتردد في فعل أي شيء.
على العالم إدانة ومعاقبة مجرم الحرب نتنياهو ومجلسه المصغر كي لا تتدحرج كرة ثلج لتشعل الحرب في المنطقة، حينها ستكشف الأوراق كلها وقد لايستطيع أحد التنبؤ بالنتائج، وعلى هذا العالم بمؤسساته تعلم احترام سيادة الدول، وعلى لبنان دعوة مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة لإدانة العدو المعتدي الذي ارتكب هذا الجرم الشائن، وطلب تعويض لبنان الذي تعرض للاعتداء، ولخسائر بشرية كبيرة.
ولأننا نتحدث عما يجب أن يكون، لا بد للشركة المصنعة لهذه الأجهزة التي فقدت مصداقيتها بظهورها كأداة في يد الموساد ومقاول لشبكة إرهابية واسعة أن تعاقب دولياً.
و”إسرائيل” التي لم تقم بهذه الخطوة بشكل اعتباطي، بل إنها بكشفها عن سلاح سري، إنما تقول إنها باتت غير قادرة على تحمل المزيد، لكنها لم تدرك أن هذه العملية كشفت للمقاومة البنانية/ حزب الله نقطة ضعف كانت ستشكل تغيراً في أي حرب مقبلة، وقدمت إجابات عن طرق استهداف قيادات فيما مضى من الأيام.
تتوقع “إسرائيل” نتائج كبيرة لعملياتها المفاجئة التي وصفتها بأنها المرحلة الثانية من حربها مع حزب الله والتي تشكل صدمة واختراقاً لأي خصم مهما كانت قوته العسكرية، وهي بذلك تترك كل الخيارات وكل الردود مفتوحة، كونها انتهكت قواعد الاشتباك، وخطاب السيد حسن نصر الله قد يفك العديد من الشيفرات حول توسع المعركة على المستوى التكنولوجي، ولن يكون الحزب ملاماً في حال استهدف مواطني “إسرائيل” وشبكاتها المتعاونة معها، فالعين بالعين والسن بالسن، والبادئ أظلم.

إضافة تعليق

إن اختيارك الضغط على زر إرسال التعليق يعني أنك موافق على الشروط الواردة في سياسة النشر الخاصة بالموقع فيما يتعلق بقواعد التعليق، للاطلاع على هذه الشروط سياسة النشر