آخر الأخبار     هل هواتفنا الذكية معرضة للانفجار؟     تفاصيل جريئة وأناقة متجددة... من أسبوع ميلانو للموضة     عناوين الصحف السورية والعربية الصادرة ليوم السبت 21 أيلول 2024     مؤتمر دولي للتأريخ الشفوي: تعزيز للهوية الثقافية والتعاون العربي في مسقط     حادثة مروعة في حلب: جريمة قتل تودي بحياة غيث الشامي وعائلته     فوائد الكولاجين البحري.. مفتاح جمال البشرة وإشراقتها الدائمة     آيفون 16 يصل إلى الأسواق دون ميزات الذكاء الاصطناعي المنتظرة     هبوط جماعي لأسهم شركات السيارات الأوروبية بعد توقعات مرسيدس المخيبة     مطابع القطاع العام تنجز 16 مليوناً و400 ألف كتاب...     صوت من دمشق...مواطنون يناشدون محافظة دمشق من أجل استخدام المرآب المجاني بحديقة تشرين     ما أسباب الإقبال العالمي على الذهب مع صعوده فوق 2640 دولارا؟     وفاة طفلين بحريق نشب في منزلهما بحي قنينص في اللاذقية     طقس متقلب مع زخات رعدية ودرجات حرارة منخفضة تعصف بالبلاد     توقعات أبراج اليوم السبت 21 أيلول 2024     موجز لأهم وآخر الأخبار ليوم السبت 21 أيلول 2024

إسحق بريك: خداع نتنياهو وغالانت حول محور فيلادلفيا يعرض إسرائيل للخطر.

.


أصبح معبر فيلادلفيا، حقل الألغام الرئيسي في اتفاق إطلاق سراح المختطفين، وقد يؤدي عدم إطلاق سراحهم إلى مقتلهم جميعا واندلاع حرب إقليمية متعددة الساحات.


ان وجود الجيش الإسرائيلي على المعبر، هدفه منع تهريب الأسلحة والذخائر ووسائل الإنتاج من سيناء عبر العديد من الأنفاق التي تمر تحت المحور على أعماق تتراوح بين 15 و50 متراً. ومن أجل سد هذه الأنفاق، كان على الجيش الإسرائيلي حفر قناة بطول 14 كيلومترا على طول المحور (من كرم أبو سالم شرقا إلى البحر غربا) بعمق 50 مترا، وكشف جميع الأنفاق وإغلاقها، والبقاء في المنطقة لسنوات عديدة لمنع حماس من إعادة فتحها، وحفر أنفاق أخرى. 

مؤخرا، قال رئيس الأركان، هرتسي هليفي، إن الجيش الإسرائيلي سيفعل ما يمليه عليه المستوى السياسي، وإذا طلب منا البقاء على محور فيلادلفيا سنبقى، وإذا طلب منا الخروج سنغادر، وإذا لزم الأمر سنخرج ونشن غارات، وأكد انه لا توجد إمكانية للسيطرة على محور فيلادلفيا بالغارات. الواضح أن رئيس الأركان يتحدث متلعثما لأنه يدرك أنه لا جدوى من الوضع الحالي الذي يسيطر على محور فيلادلفيا. فهو ببساطة يريد تمجيد "نجاحاته" التي لم يحقق فيها أي هدف من أهداف الحرب: لا هزيمة حماس ولا إطلاق سراح جميع المختطفين. فهو يواصل ذر الرماد في عيون الجمهور وفي عيون المستوى السياسي، ويعطي انطباعاً خاطئاً للمستوى السياسي عن أهمية المحور، وبالتالي يعطي شرعية لـ بيبي ورفاقه للإصرار على البقاء في محور فيلادلفيا، ويسهم بشكل حاسم في إفشال مفاوضات التسوية. 

لم تتوصل قمة الدوحة إلى اتفاق في اليومين الأولين من المناقشات، وأعلنت حماس أنها لا تقبل المقترحات الإسرائيلية، بما في ذلك بقاء الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا ومحور نتسارين. ومن دون تحقيق اختراق واتفاق بين الأطراف في المحادثات، فإن ذلك قد يؤدي إلى نهاية مسار المختطفين وتحقيق تهديدات حزب الله وإيران بمهاجمة إسرائيل، وقد يؤدي الهجوم إلى تصعيد وحرب إقليمية شاملة قد تدمر بلادنا. 

يوجد إصرار سياسي لدى نتنياهو الذي يريد البقاء مهما حدث، مع أنه يحسن صنعا حين يفهم أن وجود قواتنا على محور فيلادلفيا ومحور نتسارين، لا معنى له، ولا يحل المشكلة تماما. ففي محادثاتي العديدة مع القادة والجنود الذين خدموا لعدة أشهر في محور فيلادلفيا، أخبروني أنه لا يوجد قتال وجهاً لوجه مع حماس لأن حماس تعمل بأسلوب حرب العصابات، حيث قوم مقاتلوها بزرع المتفجرات وتفخيخ المنازل التي تدخلها قواتنا، ومعظم ضحايانا هم ممن يدخلون المنازل المحاصرة ومن مدافع حماس المضادة للدبابات، التي تخرج من الأنفاق ويطلقون النار على جنودنا. وقالوا لي إن تصريحات رئيس الأركان والناطق باسم الجيش الإسرائيلي حول مقتل ما يقرب من ألف مقاتل من حماس في معارك رفح هي كذبة صارخة. 

وأخبرني المقاتلون والقادة أنهم يجلسون على محور فيلادلفيا منذ فترة طويلة دون أي هدف أو غرض، وأنهم لا يسيطرون بشكل كامل على الأنفاق التي تمر من تحتهم. ويقولون، إن عرض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لعشرات الأنفاق في رفح التي ضربها الجيش الإسرائيلي كانت في معظمها أنفاق لا تعبر الحدود باتجاه سيناء، ولكنها أنفاق تستخدمها حماس في رفح نفسها، وهذه الأنفاق التي يزعم الجيش الإسرائيلي أنه دمرها ليست سوى قمة جبل الجليد. 

وهكذا نشهد كيف أن رئيس الأركان وغالانت وبيبي نتنياهو يذرون الرماد في عيون الناس حول ضرورة البقاء على محور فيلادلفيا، رغم أن القوى على الأرض تقول إنه لا جدوى من بقائهم هناك، وأن ذلك لن يوقف نقل الأسلحة والذخائر من سيناء إلى قطاع غزة. 

من خلال هذا الاحتيال، يفجر نتنياهو محادثات القمة في الدوحة، ويعرّض حياة المختطفين ودولة إسرائيل للخطر. لذلك يجب على رئيس الأركان ووزير الحرب ورئيس الشاباك ورئيس الموساد عدم التعاون مع مثل هذه القرارات. فلا يكفي أن يقولوا إنه من المهم التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإنقاذ المختطفين، بل ينبغي عليهم وضع المفاتيح على الطاولة والاستقالة. وإذا لم يسلموا المفاتيح قريباً، فسوف يُلامون، مثل بيبي، على مقتل جميع المختطفين وتدمير البلاد.

صحيفة معاريف18/8

بقلم: اللواء احتياط يتسحاك بريك

ترجمة: غسان محمد

إضافة تعليق

إن اختيارك الضغط على زر إرسال التعليق يعني أنك موافق على الشروط الواردة في سياسة النشر الخاصة بالموقع فيما يتعلق بقواعد التعليق، للاطلاع على هذه الشروط سياسة النشر