تقنية جينومية جديدة تتيح تتبع الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية في المستشفيات

تمكن الباحثون من معهد «ويلكوم سانجر» في المملكة المتحدة، وجامعة أوسلو في النرويج، ومؤسسة سان ماتيو في إيطاليا، من تطوير هذه التقنية التي تسمح بالتقاط بيانات تسلسل الجينوم الكامل لمجموعة واسعة من مسببات الأمراض في وقت واحد.

هذه التقنية توفر بيانات جينومية بسرعة تفوق قدرة المستشفيات على معالجة العينات، مما يعزز القدرة على التعرف السريع على الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية.

في إطار دراسة إثبات المفهوم، قام الفريق بأخذ عينات من 256 مريضاً في مستشفى إيطالي خلال الموجة الأولى لجائحة كوفيد-19 في عام 2020. ووجدوا 52 نوعاً من البكتيريا، 66% منها كانت من أكثر سبعة أنواع من العدوى الشائعة في المستشفيات. أظهرت النتائج أن جينات مقاومة المضادات الحيوية كانت موجودة في 40% من الحالات، مما يعكس التحديات الكبيرة في السيطرة على العدوى في وحدات العناية المركزة.التسلسل الجينومي العميق، الذي يتضمن تسلسل منطقة جينومية عدة مرات، يتيح للباحثين اكتشاف أنواع نادرة من الميكروبات لا تشكل سوى 1% من العينة الأصلية.

هذا يعزز من القدرة على تتبع وانتشار البكتيريا المقاومة، ما قد يساعد في تحسين تشخيص العدوى والسيطرة عليها.البروفسور جوكا كوراندر من جامعة أوسلو، أحد مؤلفي الدراسة الرئيسيين، أكد أن هذه الطريقة تقدم معلومات جينية دقيقة عن سلالات بكتيرية متعددة، مما يعزز من مراقبة مسببات الأمراض بشكل أكثر شمولاً وسرعة.

الدكتور هاري ثورب، المؤلف الأول للدراسة، أشار إلى أن هذه التقنية تعكس استخدام علم الجينوم لإنشاء صورة شاملة للبكتيريا المقاومة، وهو ضروري لفهم العوامل التي تسهم في انتشارها.من جانبه، أكد البروفسور فاوستو بالدانتي، مدير وحدة علم الأحياء الدقيقة والفيروسات في مؤسسة سان ماتيو، أن الدراسة تسلط الضوء على استمرار مشكلة البكتيريا المقاومة خلال جائحة كوفيد-19، مشيراً إلى أهمية وجود أنظمة مراقبة فعالة لتفادي تفشيها.في ختام الدراسة، أكد البروفسور نيكولاس تومسون من معهد ويلكوم سانجر أن العدوى المقاومة للمضادات الحيوية تظل مشكلة مستمرة في المستشفيات، وأهمية دمج نهج التسلسل الجينومي العميق في أنظمة الرعاية الصحية لتحسين تشخيص العدوى والسيطرة على تفشيها.