آخر الأخبار     ضعف القوة الشرائية أوقف قرار رفع أسعار مشتقات الحليب     Galaxy F05 ابتكار رائع يجمع بين الأداء والسعر المذهل     بازار الخير دعم لإبداع النساء المعيلات وذوي الإعاقة في السويداء     نجم بوليوود سلمان خان يسطع في دبي     معتصم النهار يشعل ميلانو بأناقة تروي قصة الموضة     مبابي ضد سان جيرمان هل سنشهد معركة قانونية؟     هل هواتفنا الذكية معرضة للانفجار؟     تفاصيل جريئة وأناقة متجددة... من أسبوع ميلانو للموضة     عناوين الصحف السورية والعربية الصادرة ليوم السبت 21 أيلول 2024     مؤتمر دولي للتأريخ الشفوي: تعزيز للهوية الثقافية والتعاون العربي في مسقط     حادثة مروعة في حلب: جريمة قتل تودي بحياة غيث الشامي وعائلته     فوائد الكولاجين البحري.. مفتاح جمال البشرة وإشراقتها الدائمة     آيفون 16 يصل إلى الأسواق دون ميزات الذكاء الاصطناعي المنتظرة     هبوط جماعي لأسهم شركات السيارات الأوروبية بعد توقعات مرسيدس المخيبة     مطابع القطاع العام تنجز 16 مليوناً و400 ألف كتاب...

وهم الشهرة: كيف تسيطر "مزارع النقرات" على الرأي العام


كتب د. منذر علي أحمد في صحيفة الثورة في مطلع كتابها نسيان com، كتبت أحلام مستغانمي الإهداء التالي: أهدي هذا الكتاب أولاً إلى قراصنة كتبي. فلا أعرف أحداً انتظر إصداراً جديداً لي كما انتظروه.. أنا مدينة لهم بانتشاري. فلولاهم ما فاضت المكتبات بآلاف النسخ -المقلدة طبق الأصل- عن كتبي.. المجد للصوص جميعهم. هذا زمن الأيدي التي تنهب لا تلك التي تكتب”.


إن كانت هذه حال الكتب والروايات والإصدارات الفريدة التي تُطبع وينتظرها القراصنة أكثر من القراء ويترقبونها بشوق ليبنوا عليها أمجادهم أو ليعززوا ثروتهم، فما بالك بعصر وسائل التواصل الاجتماعي؟.

في عصرنا الحالي، عصر التكنولوجيا، بات اللصوص وصناع السياسة والرأي العام أكثر قدرةً ومعرفة في كيفية الاستفادة من نتاج الآخرين وتسخيره لصالحهم، عبر استخدام الموجات والموضات الجديدة التي فرضها الإعلام الجديد، وفي الآونة الأخيرة تزايد (وبشكل قسري) اهتمام وسائل الإعلام التقليدي ومجمل فئات المجتمع بما تنشره وسائل التواصل الاجتماعي، نتيجة تطور المواقع والصفحات والحسابات خلال العقد الأخير لتصبح مصدراً رئيساً للأخبار والمعلومات من مصادرها الأصلية صانعة القرار (كحساب الرئيس الأمريكي السابق ترامب على تويتر) أو من المستخدمين العاديين الذين استطاعوا أن يكونوا أكبر مزوّد للمحتوى المصور والمكتوب وانتشار ظاهرة البلوغرز واليوتيوبرز والتيكتورز وصناع المحتوى لمختلف المنصات الأخرى.

بعد هذا الانتشار الكبير أصبحت جميع الصحف والقنوات والمواقع مضطرة لكي تكون ناقلة لذلك المحتوى ويتم تبرير الأمر لدى كثير من القنوات، خاصة عند الحديث عن بعض الموضوعات الحساسة والجدلية، بأن ناقل الكفر ليس بكافر، وهذا الموضوع “ترند” ولا يمكن تجاهله.

الأمر قد يبدأ على صفحات التواصل الاجتماعي ولكن قصة النجاح ستقاس بمدى انتشارها وتفاعلها على صفحات التواصل الأخرى ومدى تحقيق أقصى قدر من الرؤية والتأثير.

ووجد الإعلام التقليدي نفسه مقاداً طوعاً أو قسراً نحوها بحكم أنها أصبحت حدثاً مهماً لا يمكنهم تجاهله أو التغاضي والتغافل عن ذكره، وتراهم يخصصون وقتاً طويلاً من فترات بثهم للحديث عن أكثر المقاطع متابعة وآخر “التريندات” والصيحات في عالم السوشال ميديا، إما من باب التوفير المادي وإما من باب التشويق وأحياناً كثيرة من باب توجيه العقول والتأثير الممنهج والتراكمي في عقول المشاهدين بهدف التأثير المتدرج في الرأي العام وتوجهاته.

لعل الأمور كانت في بداياتها حقيقية أو أقرب إلى الحقيقة، فما يجري من آراء وتوجهات للرأي العام الإلكتروني يمكن أن نقول إنها لم تكن موجهة أو مدفوعة أو واقعة تحت سيطرة العملاء الذين يملكون المال ويسعون إلى فرض آرائهم وتوجهاتهم، لا شك أن انتشار عشاق ومهووسي اللايكات دفعت بكثيرين إلى الانجرار وراء نشر أخبار تكون في كثير من الأحيان غير موثوقة، فقد انتقل الوضع من كون كل شيء طبيعياً إلى تحول كل شيء إلى شكل صناعي، فالكاتب الذي كانت تنفد نسخ كتبه من السوق كان يعدّ الأمر دليلاً على انتشار كتاباته ونجاحها، لكن الإعلام الجديد جاء ليعتمد مؤشرات جديدة للدلالة على قوة انتشار محتوى معين ومدى وصوله، فالفيسبوك يقدر الإعجابات والتعليقات ويقدس المشاركات، ولقياس كل تلك التفاعلات يقوم باستخدام خوارزميات، وهي مجموعة من البرمجيات والمعادلات الآلية التي تستخدم لقياس مدى جودة كل منشور يتم نشره على الفيسبوك، بهدف تقييمه ومن ثم إظهاره للمستخدم المناسب في الوقت المناسب وفي المكان الأنسب… وتملك الشركة ومالكوها وممولوها والسلطات التي تتحكم فيها اليد الطولى في التحكم في هذه الخوارزميات والنتائج وتوقيت حجبها أو عرضها، وأكبر مثال هو ما شهدناه خلال ممارسة ما يسمى حظر الظل تجاه بعض القضايا الحساسة كالقضية الفلسطينية.

وظف بعض الناس السوشيال ميديا لأغراض حزبية وطائفية ضيقة وحولوها إلى منصات للسب وشتم الناس وتشويه سمعة الناس عند الخصومة وتكريس العنصرية والمناطقية والديماغوجية ورمي الاتهامات وزرع الفتن بدون أي وجه شرعي أو قانوني. فطالما تملك المال فأنت تستطيع عبر مزارع النقرات أن تحصل على الشهرة عبر وصول محتواك إلى ملايين المتابعين، طبعاً عبر شراء اللايكات والمعجبين والتعليقات والمشاركات، فمئات الآلاف من التعليقات القادمة إليك من مزارع كليك فارم (Click Farm) كفيلة بأن تجعل من اسمك “ترند” ضارباً بكل سهولة مشهوراً ومتابعاً في مواقع التواصل الاجتماعي وربما في وقت لاحق نجماً من نجوم وسائل الإعلام التقليدي

إضافة تعليق

إن اختيارك الضغط على زر إرسال التعليق يعني أنك موافق على الشروط الواردة في سياسة النشر الخاصة بالموقع فيما يتعلق بقواعد التعليق، للاطلاع على هذه الشروط سياسة النشر