"دبس العنب"..صناعة متوارثة ومصدر رزق
صناعة دبس العنب موروث قديم تناقله الأحفاد عن الآباء والأجداد، وحافظوا على صناعته لأجيال عدة، كما تعد مصدر دخل يعيل الكثير من العائلات إذ يكاد لا يخلو بيت من أصنافه.
صناعة دبس العنب قديمة جديدة لا يمكن أن تندثر، ولا يخلو بيت منه لفوائده وخصائصه العديدة، فهو يستخدم كمطهر للأمعاء والمعدة ولعلاج الجروح وترميمها، إضافة إلى استخدامه في معالجة حب الشباب وتغذية البشرة من خلال احتوائه على عناصر مفيدة جداً للجسم، كما يستخدم كبديل عن السكر في صناعة الحلويات وليس له مضاعفات السكر العادي، ويفيد في التهاب القصبات والسعال لذلك يسمى العسل الأسود أو صيدلية البيت.
وعن كيفية استخراج الدبس وصناعته، بداية يتم قطف العنب، والذي له أصناف عديدة، لكن الأحسن لصناعة الدبس هو العنب السلطي والأسود فيتم فرز حبات العنب وتنقيته وغسله جيداً، بعدها يتم تجفيفه ليصبح زبيباً، ويترك لحين يبدأ الطقس يميل للبرودة، لتأتي مرحلة نقع الزبيب من خلال وضع الكميات في وعاء حجري مصمم لهذه الغاية، حيث يترك منقوعاً لمدة ثلاثة أيام، بعدها يصفى ويوضع على النار ويترك يغلي مدة زمنية مع إزالة الرغوة عن وجه الإناء والتي تنتج عن الغلي مع الاستمرار في التحريك إلى أن يصبح المزيج لزجاً مائلاً للسماكة.
بعد ذلك تأتي مرحلة التبريد، ومن بعدها يوضع المزيج ضمن أكياس من الخيش أو القماش، مضافاً إليه مادة الحور التي تعمل على تخفيف حموضة المزيج وتنقيته، ومن بعدها يترك إلى أن يصفى تدريجياً، وبعدها يتم تعبئة الدبس ضمن أوانٍ زجاجية.
وقد زاد مؤخراً الإقبال على شراء الدبس رغم غلاء سعره. إلا أنه مازال يجد له سوقاً لا يمكن الاستغناء عنه، ويحرص ممارسي المهنة على الاستمرار في صناعته وتعليمها لأولادهم حفاظاً عليها من الاندثار من جهة، ولأنها تشكل مصدر رزق من جهة أخرى، خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة
المصدر _صحيفة تشرين
إضافة تعليق